رحيل مجلس مرتضى
مع نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كان الوضع داخل نادي الزمالك لا يوحي تماماً بأن الفريق الأبيض سيحقق لقب الدوري المصري.
فريق خسر لقب دوري أبطال أفريقيا أمام منافسه التقليدي الأهلي ثم ودع كأس مصر على يد طلائع الجيش بعدها بأيام قليلة، كما أن مجلس الإدارة الذي يدير النادي منذ عام 2014 برئاسة مرتضى منصور تم إيقافه لمخالفات مالية رصدتها لجان تفتيش تابعة لوزارة الرياضة.
وأقرت لائحة نادي الزمالك تعيين لجنة مؤقتة تضم 3 قضاة ومستشارين وهو ما قاد الراحل المستشار أحمد البكري لتولي المهمة لفترة بسيطة ثم تم تعيين اللواء عماد عبد العزيز.
أجواء عدم الاستقرار الإداري أعادت لأذهان جماهير الزمالك دوامة عام 2005 حين دخلت القلعة البيضاء في دائرة تعيين مجالس مؤقتة ما أفقد النادي الاستقرار الإداري.
أزمة مصطفى محمد

ومع حلول شهر يناير/ كانون الثاني الماضي ، بدأت الأزمات تنفجر داخل فريق الكرة بشكل أكبر وتصدر المشهد النجم مصطفى محمد مهاجم الفريق والذي تألق مع بداية الدوري وسجل هدفاً في مرمى المقاولون ثم أحرز في شباك بيراميدز بأول جولتين.
مصطفى محمد تلقى عرضاً جاداً للرحيل إلى سانت إيتيان الفرنسي ولكن إدارة الزمالك رفضت بتوصية من اللجنة الفنية بقيادة أيمن يونس وهو ما دفع اللاعب للتمرد والانقطاع عن التدريبات ومباريات الفريق على مدار 4 لقاءات متتالية ثم عاد للمشاركة في مباراتي الجونة وأسوان.
ودخل مصطفى في خلاف مع الإدارة حول رحيله إلى سانت إيتيان وفشلت الصفقة ولكنه تمسك بالرحيل مع حصوله على عرض رسمي من جالطة سراي التركي وهو ما دفع الزمالك لإطلاق سراحه بعقد يراه البعض أقل من قيمة اللاعب بإعارته مقابل مليوني دولار مع إمكانية شراء عقده بدفع 4 ملايين دولار أخرى.
إقالة باتشيكو
الأزمات لم تفارق الزمالك فالمدرب البرتغالي جايمي باتشيكو المدير الفني للفريق الأبيض سقط في فخ التعادل مع وادي دجلة ثم فاز على سيراميكا كليوباترا بثنائية نظيفة يوم 11 مارس/ أذار الماضي وقدم مستويات رائعة.

وبعد مواجهة سيراميكا فوجئ الجميع بإقالة باتشيكو من منصبه وعودة الفرنسي باتريس كارتيرون مدرب الفريق الذي رحل بشكل مفاجئ إلى التعاون السعودي قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا بالنسخة قبل الماضية.
وجاءت إقالة باتشيكو لتزيد مخاوف جماهير الزمالك من تأثر الفريق وعدم قدرته على الحفاظ على انتصاراته.
قنبلة فرجاني ساسي
لم تتوقف مشاكل الزمالك على مدار بطولة الدوري المصري فالقلعة البيضاء دخلت في أزمات مالية لدرجة أن الإدارة فتحت الباب أمام التبرعات الجماهيرية كما تدخل رجل الأعمال هاني برزي عضو اللجنة المؤقتة لدعم الفريق.
واستبشرت جماهير القلعة البيضاء خيراً بالحفاظ على نجوم الفريق بتجديد عقدي محمود حمدي الونش وأحمد سيد زيزو ولكن جاءت الصدمة في ملف رحيل التونسي فرجاني ساسي نجم خط وسط الفريق الذي أكد انتهاء عقده مع الفريق فيما أكد الزمالك أن عقده ممتد حتى نهاية الموسم.

وانقطع ساسي عن تدريبات الزمالك عقب نهاية معسكر منتخب تونس وأعلن انتهاء عقده وقرر الرحيل إلى نادي الدحيل القطري في خطوة زادت معاناة الزمالك خاصة أن ساسي من اللاعبين المهمين والأساسيين في التشكيلة البيضاء.
ورغم رحيل مصطفى وساسي وأزمات بعض النجوم وآخرهم عبد الله جمعة والحارس محمود جنش وعدم الاستقرار الإداري والأزمة المالية إلا أن الزمالك توهج خاصة في المرحلة الأخيرة من الدوري.
ورغم تفوق الأهلي بفارق المواجهات المباشرة إلا أن الزمالك تمسك بالأمل وقاتل في كل مبارياته وحقق الانتصار تلو الآخر، فيما سقط غريمه الأحمر في الرمق الأخير من المسابقة.
ونال الزمالك لقبا غاليا على جماهيره جاء في أصعب الظروف، التي كانت كفيلة بخروج الفريق من المنافسة نهائيا.