رغم الميزانية الضخمة المتاحة أمام إدارة التعاقدات في ناد بحجم الأهلي المصري، مقارنة بمنافسيه المحليين وحتى الأفارقة، إلا أن علامات الاستفهام تبقى حاضرة عندما تسلط الأنظار بدقة على صفقات الأجانب التي يعقدها الأحمر في السنوات الأخيرة، من ناحية المردود الضعيف مقابل القيمة المالية.

ورغم نجاح بعض الصفقات في وضع بصمتها، إلا أن غالبيتها لم تكن على المستوى المأمول، فرحلوا دون أثر راسخ في ذاكرة محبي الفريق الأكثر تتويجا بالبطولات القارية في القارة السمراء، مما يفتح باب الجدل واسعا حول استراتيجية الإدارة الحمراء بشأن الأجانب، وأداء مدير التعاقدات والتسويق أمير توفيق.

ملايين مهدرة

يمثل ملف تسويق اللاعبين الأجانب أزمة كبرى تطارد مدير التعاقدات بالأهلي.

وفشل أمير توفيق تماما في ملف المفاوضات مع اللاعبين المراد التخلص منهم، مما كبد النادي ملايين الدولارات، خاصة مع رحيلهم مجانا.

وتبرز أزمة الأنجولي جيرالدو في صدارة ملفات التسويق التي فشل فيها توفيق، إذ اقتصر دوره فقط على تخفيض مستحقات اللاعب من مليون و100 ألف دولار إلى 380 ألف دولار فقط، وهو ما اعتبره مدير التعاقدات انتصارا حينها، رغم أن اللاعب رحل مجانا ولم يستفد منه النادي.

تعاقد أمير توفيق بعد ذلك مع السنغالي بادجي الذي لم يترك بصمة تذكر مع الأحمر ورحل سريعا بعدما كبد خزينة النادي 2 مليون يورو، ثم أعير لفريق أميان الفرنسي بعد ذلك.

وتألق بادجي في مباريات معدودة، فخرج مدير التعاقدات بالأهلي ليتغنى بذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه خذله وتراجع مستواه سريعا، مما أجبر النادي على التخلص منه بعد أشهر قليلة.

صفقات اضطرارية

لاحقا لم ينجز توفيق صفقة جاستون سيرينيو لاعب صن داونز الجنوب أفريقي، الذي رفض ناديه وقتها الاستغناء عنه وبالغ في مطالبه المالية، لكنه والفنيين في النادي أخفقا في توفير بديل مناسب للمدير الفني ليتم في النهاية الاستقرار على ضم الكونغولي والتر بواليا من الجونة، وعلى غرار سابقيه لم يقدم أوراق اعتماده ورحل بعد 6 أشهر فقط على سبيل الإعارة لمالطية سبور التركي، ثم فسخ عقده مع الأخير لعدم حصوله على مستحقاته، ويبحث له الفريق الأحمر الآن عن عرض جديد لتسريحه.

كان آخر الصفقات التي نالت بسببها إدارة التعاقدات ومدرب الأهلي انتقادات لاذعة، الموزمبيقي ميكيسوني، خاصة مع ضمه دون تدقيق في مستواه الفني ومتابعته عن كثب، وقد ظهر الآن بمستوى متواضع للغاية.

وجدد أداء ميكيسوني الضعيف للغاية أمام سموحة، الخميس الماضي، في كأس الرابطة، الجدل والانتقادات للمدير الفني بيتسو موسيماني وأمير توفيق.

وأمام ذلك تبقى صفقات الأجانب النقطة المعتمة في سجل توفيق من جهة، واللجنة الفنية والمدير الفني من ناحية أخرى، خاصة مع ضم بعضها في حيز زمني ضيق، فبدت تعاقدات اضطرارية دون تخطيط احترافي، مما يفسر فشلها السريع والذريع في آن واحد. فهل تسد إدارة الأهلي خلل تعاقداتها قريبا؟