
Video Player is loading.
في المقابل بدا لاعبو ريال مدريد سعداء رغم تخلفهم بهدف، إذ خرجوا فعليا بأقل الخسائر الممكنة، رغم الكوارث الدفاعية التي ارتكبوها وكادت أن تنهي المواجهة في الذهاب.
لم يكن سهلا على ريال مدريد أن يستقبل هدفين بعد مرور 11 دقيقة فقط من المباراة، لكنه بطريقة أو أخرى تماسك قدر الإمكان، ثم قلص النتيجة 3 مرات ليلقي برهانه كاملا كعادته في المباريات الأخيرة في موقعة "سانتياجو برنابيو" الأربعاء المقبل، حيث يتسلح بالأرض والجمهور، والخبرة، على غرار مواجهتي باريس سان جيرمان وتشيلسي في ثمن وربع النهائي.
كانت المشكلة الأساسية التي واجهها ريال مدريد هي غياب كاسيميرو في وسط الملعب، وبدلا من إقحام لاعب صاحب قدرات دفاعية لتعويض الارتكاز البرازيلي عمد المدرب كارلو أنشيلوتي إلى تأخير الألماني توني كروس للعب دور زميله الغائب رغم أنه لا يناسبه إطلاقا.
وكشف الدقائق الأولى أن كروس يمثل نقطة ضعف للميرينجي، إضافة إلى عدم قدرة الظهيرين داني كارفاخال وفيرلاند ميندي على إحداث أي توازن بين الدفاع والهجوم.
وفوق ذلك غاب التمركز السليم لقلبي الدفاع إيدر ميليتاو وديفيد ألابا، فالأخير يتحمل مسؤولية هدف السيتي الثاني، إضافة إلى تركه ميليتاو وحيدا في كثير من الأحيان.
وخرج ألابا بين الشوطين وحل مكانه ناتشو فيرنانديز، دون جدوى، وبقي الارتباك سمة الخط الخلفي البارزة.

في وسط الملعب كان الحمل ثقيلا على كروس الذي تاه وهو يحاول احتواء تقدم نجمي وسط مانشستر سيتي كيفين دي بروين وبيرناردو سيلفا دون أن ينجح وسقط في اختبار الضغط العالي.
وحاول فيدي فالفيري مساندة زميله الألماني دون فائدة، تاركا للمخضرم لوكا مودريتش مهمة دعم ثلاثي الهجوم رودريجو وفينيسيوس جونيور وكريم بنزيما.
وظلت محاولات ريال مدريد خجولة هجوميا، وارتكزت أساسا على الجناح الأيسر بوجود فينيسيوس، في وقت اختفى فيه مفعول رودريجو على اليمين.
وتكرر اعتماد الفريق على القدرات الاستثنائية لبنزيما وفينيسيوس، فلم يكن بوسعه التسجيل إلا عن طريق مداخلاتهما الفذة.
تبديلات ريال مدريد أيضا جاءت متأخرة رغم أنه الأجدر كان إقحام كامافينجا في وقت مبكر، لإحداث التوازن في وسط الملعب، مع شعور مودريتش بالإنهاك.
ثم برز حذر أنشيلوتي مجددا، عندما زج بداني سيبايوس في وسط الملعب، في محاولة لتقليل الضغط على منطقة جزائه في ربع الساعة الأخير.
أما مدرب مانشستر سيتي جوسيب جوراديولا فلعب بالطريقة المتوقعة 4-3-3، من خلال تحركات دي بروين وسيلفا خلف ثلاثي الهجوم رياض محرز وفيل فودين وجابرييل جيسوس، وتحركات اللاعبين الثلاثة شكلت صداعا في رأس دفاع مدريد.
لكن دي بروين اختفى عن الأنظار في الشوط الثاني، وأدى غياب ووكر وجواو كانسيلو إلى ثغرة ملموسة في مركز الظهير الأيمن، عجز جون ستونز عن سدها بسبب بطئه، ولم يكن بديله فيرناندينو أفضل حالا من الناحية الدفاعية، رغم صناعته هدف السيتي الثالث.
ويبقى حظ السيتي السيئ في تلقي ضربة جزاء وإهدار مجموعة من الفرص، سببا في عدم الخروج بانتصار أكبر، وربما يدفع الثمن باهظا، في حال عجز "بيب" عن إيجاد طريقة تخمد فورة ريال في "سانتياجو برنابيو".