"المفتاح لإيقاف مبابي؟ أنا!" هذا ما قاله الحارس البولندي فويتشيك تشيزني مازحًا، لكنه يمثل بالفعل الحصن الأول في مواجهة فرنسا، بطلة العالم 1998 و2018، في ثمن نهائي مونديال 2022 غدا الأحد.
فمع خط هجوم خجول، سجل هدفين فقط في ثلاث مباريات ضمن المجموعة الثالثة، يعتبر تشيزني بين الخشبات الثلاث ضمانة لا تقدّر بثمن.

وبعدما اهتزت شباكه مرتين فقط في الملاعب القطرية، بات البولندي الحارس الذي منع أكبر عدد من الأهداف، خلال النسخة الحالية من المونديال، بحسب شبكة "أوبتا" للإحصاءات.

"اللاعب الأهم"

ويقول الصحفي كميل كولسوت، من صحيفة "رزيكزبوسبوليتا": "من دونه، لما نجحنا في التأهل"، مضيفا: "هو اللاعب الأهم في التشكيلة.. ليس روبرت ليفاندوفسكي الملتزم دفاعيا، والذي لا يملك الفرصة للعمل في المقدمة".

ودفعت كلمات تشيزني البعض للابتسام، حتّى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) نشر عبر "تويتر"، على سبيل التحذير، صور الهدف الذي سجله مهاجم باريس سان جرمان، كيليان مبابي، في شباك تشيزني حارس يوفنتوس، يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في دوري أبطال أوروبا.

وكان تشيزني، صاحب الـ69 مباراة دولية، قد حذر قبل مواجهة الأرجنتين في الجولة الثالثة لدور المجموعات، قائلا: "ليونيل ميسي، أدرسك!".

وبالفعل صدّ حارس "السيدة العجوز" ركلة جزاء نفذها "البرغوث"، لكن دون أن يمنع خسارة بولندا بهدفين نظيفين.

وقد أثبت الحارس فارع الطول (1.96 م) جدارته أيضا، عندما صد ركلة جزاء للسعودي سالم الدوسري، بعد الحفاظ على نظافة شباكه أمام المكسيك في المباراة الأولى.

وعن مركزه كحارس، يقول تشيزني: "لا يمكن أن نصبح أبطالا بتسجيل الأهداف، على الأقل بإمكاننا محاولة مساعدة المنتخب".

ويضيف: "هذا جزء من العمل.. نلعب المباراة في ذهننا، ونحلل المنافس لساعات طويلة.. نحلل دائما مسددي ركلات الجزاء.. في بعض الأحيان ننجح، وفي أحيان أخرى يأتي هذا بغير فائدة".

سوء الحظ

وقطع تشيزني خطواته الأولى في آرسنال، تحت إشراف المدرب الفرنسي آرسين فينجر، لكن الحظ أدار له ظهره مرات عدة في مسيرته.

ففي عام 2008 تعرض تشيزني، نجل الحارس الدولي السابق ماتسيي، لكسر في يديه أثناء التمارين.

وخلال كأس أوروبا 2012، حصل على بطاقة حمراء في مباراته الأولى، كما أصيب باكرا في يورو 2016.

وفي النسخة الأخيرة من البطولة القارية، اهتزت شباك الحارس السابق لروما الإيطالي بالنيران الصديقة، بعد وقت قصير من صافرة البداية.

لكن في سن الـ32 عاما، وخلال ثاني مشاركاته في نهائيات كأس العالم، يبدو أن البولندي تصالح أخيرا مع الحظ.

وبعدما ضرب ميسي في وجهه خلال احتكاك هوائي، اقترح على النجم الأرجنتيني المراهنة بـ 100 يورو، على أن حكم الفيديو المساعد لن يحتسب ركلة جزاء، إلا انه خسر الرهان!

"لا أعرف ما إذا كان ذلك مسموحا به في كأس العالم، فقد يتم إقصائي بسببه، لكني لا أهتم" قال تشيزني ضاحكا أمام وسائل الإعلام، ثم تابع "لن أدفع المال أيضا.. (ميسي) لا يهتم بالـ100 يورو، أعتقد أنه لا يحتاجها!".