لم يكن ماريان ميرميتش حارسا لامعا في تاريخ الكرة الكرواتية، رغم أن مسيرته الدولية شاهدة على 17 مباراة بقميص منتخب بلاده.

ولكن أحلام ماريان حارس الظل في كأس العالم 1998 مع الجيل المبهر بقيادة دافور سوكر، تحولت إلى حقائق في مقعد مدرب حراس المرمى مع المنتخب الكرواتي.

ماريان صاحب الـ57 عاماً كان حارساً لمرمى بعض الفرق بالدوري الكرواتي قبل انتقاله إلى بشكتاش التركي في صيف 1996 ثم العودة مجدداً إلى كرواتيا قبل الرحيل إلى شارلروا البلجيكي في نهاية مشواره كحارس عام 2000.

وعلى الصعيد الدولي، لم تكن مسيرة ماريان مبهرة بل كان حارس الظل، والبديل للحارس الأساسي درازين لاديتش، ولكن رحلة كفاح ماريان وتألقه جاءت بعد الاعتزال بعدما عمل كمدرب لحراس المرمى.


ويعمل ماريان مدرباً لحراس كرواتيا منذ عام 2006 ، ونجح على مدار 16 عاماً في صناعة أمجاد حماة عرين المنتخب الكرواتي، وأصبح مركز حراسة المرمى في صفوفه نقطة تفوق واضحة.

وفي آخر نسختين لبطولة كأس العالم، تألق حراس المرمى في كرواتيا في قيادة المنتخب إلى نصف النهائي بالتوهج الواضح في التصدي لركلات الترجيح.

وفي نسخة 2018، تألق دانييل سوباسيتش في قيادة كرواتيا لتخطي الدنمارك بركلات الترجيح في ثمن النهائي، ثم كرر نفس السيناريو في لقاء روسيا في ربع النهائي.

ويعود السيناريو مجدداً في نسخة 2022 بعدما تألق الحارس دومينيك ليفاكوفيتش في حماية عرين كرواتيا خلال لقاء اليابان، والتصدي لثلاث ضربات ترجيح في ثمن النهائي.



وخطف ليفاكوفيتش الأضواء في لقاء البرازيل بتصدياته المميزة وتألقه في ضربات الترجيح، ليرسل المنتخب الكرواتي إلى نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي.

وبذل ماريان مجهودا كبيرا في تطوير أداء حراس كرواتيا خاصة في الجانب الذهني، وهو ما ظهر واضحا في التصديات التي قام بها ليفاكوفتش في مباراتي اليابان والبرازيل.

وساهم ماريان في اكتشاف الحارس سوباسيتش بعد تألقه في الدوري الكرواتي وانتقل بالفعل في صيف 2012 إلى موناكو الفرنسي ثم تألق بشكل لافت في مونديال 2018.

واكتشف ماريان أيضاً الحارس المميز ليفاكوفتش الذي يعد أحد أبرز عناصر دينامو زغرب وأحد نجوم الفريق في دوري أبطال أوروبا في الموسم الحالي.