
Video Player is loading.
بدأ الأمر مع انطلاق أجهزة الإنذار في فندق فريق مانشستر يونايتد، ثم مكالمات هاتفية مزعجة إلى غرف اللاعبين، وكان بالإمكان سماع طرقات عالية قادمة من السقف في منتصف الليل.
يتذكر جاري باليستر قائلا: "صعد تشوكي (بريان ماكلير) وجيم ماكجريجور، أخصائي العلاج الطبيعي لدينا، إلى الطابق العلوي ووجدوا عامل نظافة جالسا هناك وهو يضرب السقف. لقد نظر إليهم وخرج".
منذ اللحظة التي واجهوا فيها جماهير جالطة سراي في المطار، إلى اللحظة التي قاتلوا فيها مع شرطة مكافحة الشغب للخروج من ملعب علي سامي ين المحموم، خاض يونايتد تحديا من الكراهية.
ومع عودته إلى تركيا وخوض مباراة حاسمة أخرى في دوري أبطال أوروبا ضد جالطة سراي مساء الأربعاء، فإن الرسالة المخيفة التي استقبلت يونايتد في نوفمبر/تشرين الثاني 1993 لن تكون بعيدة اللاعبين وهي.. مرحبا بكم في الجحيم".
لن ينسى باليستر أبدا وصوله إلى فندق يونايتد الفخم على ضفاف مضيق البوسفور، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل": "كان مكانا مذهلا، كان معظم الشبان أمامي بمسافة 20 إلى 30 ياردة وكنت أسير بمفردي. قلت مساء الخير لعامل وأشار إلي بحركة الذبح، أعتقد أنه من العدل أن نقول إننا تعرضنا لقدر كبير من الترهيب".

أما مايك فيلان الذي كان يعيش أيامه الأخيرة من مسيرته كلاعب، فقال: "في الليلة التي سبقت المباراة، انطلقت الكثير من أجهزة الإنذار وتم إجراء مكالمات هاتفية إلى الغرف. التقطت هاتفي عدة مرات أثناء الليل".
قد لا يوافق يونايتد على ذلك، لكن مهاجم جالطة سراي حينها هاكان شوكور، أصر على أنه لم يكن هناك أي حقد في الطريقة التي تمت بها معاملة خصومهم.
وعن لافتات "مرحبا بكم في الجحيم"، قال شوكور: "هذه استعارة، كانت الإثارة في المطار والملاعب تتعلق بنقل الأجواء. كنا نعلم أننا يمكن أن نصنع التاريخ الذي ما زال يتم الحديث عنه حتى اليوم".
ويقول باليستر الذي أصيب وجلس في المدرجات مع مارك هيوز: "لم يسبق لي أن رأيت أجواء كهذه تماما".
كانت المباراة نفسها منسية إلى حد كبير، حيث انتهت بالتعادل السلبي، ما أدى إلى خروج يونايتد من دور خروج المغلوب الثاني بفارق الأهداف خارج أرضه، بعد تعادله في مباراة الذهاب 3-3 على ملعب "أولد ترافورد".
وعند صافرة النهاية، طرد إيريك كانتونا بسبب الاعتراض، ورافقه براين روبسون وأحد رجال شرطة مكافحة الشغب إلى خارج الملعب، ثم تم لكمه عندما وصل إلى الدرج المؤدي إلى النفق تحت الأرض.
قاوم كانتونا، وكذلك فعل روبسون بعد أن أصيب بضربة عن طريق درع مكافحة الشغب، ويتذكر ستيف بروس أن فيرجسون مزق سترته بينما كان في طريقه إلى غرفة تبديل الملابس، وادعى أنه كان من الممكن أن يقتل بسبب حجر حطم نافذة حافلة الفريق أثناء هروب يونايتد من الملعب.
ملعب مباراة الفريقين المقبلة مساء الأربعاء، هو الملعب الجديد "رامس بارك"، لكن الضجيج والعدائية لن يكونا أقل حدة، خصوصا وأن الفريقين ينافسان بقوة من أجل مراقفة بايرن ميونخ إلى ثمن نهائي دوري الأبطال.