الظهور الأول
أول قانون مماثل للهدف الذهبي ظهر في كأس يودان التابع لمنطقة شيفيلد في إنجلترا عام 1867، وكان يعرف حينها باسم "الموت المفاجئ"، ويتم اللجوء إليه عند انتهاء المباراة بالتعادل في وقتها الأصلي، بعدها يتم الاعتماد على وقت إضافي يمتد إلى ساعة من اللعب، على أن يفوز باللقاء أول فريق ينجح في التسجيل.
وبدأ فيفا التفكير في تطبيق الهدف الذهبي، وكان الهدف منه التغلب على مشكلة التوتر المتواجدة في الأوقات الإضافية، وشعور الفريقين بالإرهاق والخوف من الهجوم، حيث يفضلان الدفاع واللجوء إلى ركلات الترجيح، التي رأى البعض أنها تعتمد على الحظ ولا تمثل كرة القدم.
وبالتالي قدم فيفا قانون الهدف الذهبي في عام 1993 على أمل مساهمته في زيادة النزعة الهجومية في الأشواط الإضافية، وتقليل الاعتماد على ركلات الترجيح.
وعلى الرغم من اعتماد الدوريات المحترفة في أمريكا الشمالية على قانون الهدف الذهبي في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن الفيفا قدمه بشكل رسمي للمرة الأولى في عام 1993، وتعتمد فكرته أنه في حال انتهاء اللقاء بالتعادل يتم اللجوء للأوقات الإضافية، وأول فريق ينجح في التسجيل يحسم المباراة مباشرة دون إكمال الوقت الإضافي.
وتم تسجيل أول هدف ذهبي في 13 مارس/ آذار 1993 من قبل أستراليا أمام أوروجواي في ربع نهائي كأس العالم للناشئين، ليبدأ ذلك القانون شق طريقه للبطولات الكبرى.
اليورو
حضر الهدف الذهبي 3 مرات في منافسات اليورو، وكان ظهوره الأول في نسخة إنجلترا 1996، وتحديدًا في المباراة النهائية بين ألمانيا والتشيك، حينها انتهى الوقت الأصلي بالتعادل (1-1) بعدما تقدم باتريك بيرجر للتشيك في الدقيقة (59) قبل أن يعدل أوليفر بيرهوف للألمان في الدقيقة (73) وعاد نفس اللاعب وسجل الهدف الذهبي في الدقيقة (95) ليمنح الماكينات اللقب الثالث في تاريخها والأخير حتى الآن في المسابقة الأوروبية.
وظهر الهدف الذهبي من جديد في النسخة التالية لليورو عام 2000 والتي أقيمت في بلجيكا وهولندا، وكان حضوره الأول في نصف النهائي بين فرنسا والبرتغال.
وفي ذلك اللقاء تقدمت البرتغال مبكرًا عبر نونو جوميز في الدقيقة (19)، وعدل تييري هنري لأبطال العالم حينها في الدقيقة (51) قبل أن يسجل زين الدين زيدان الهدف الذهبي للديوك من علامة الجزاء في الدقيقة (117).
واستفادت فرنسا من جديد من الهدف الذهبي في النهائي أمام إيطاليا، فبعد تقدم الأزوري أولًا عبر ماركو ديلفيكيو في الدقيقة (55)، عدل سيلفان ويلتورد النتيجة للديوك في الوقت القاتل في الدقيقة (94)، قبل أن يسجل دافيد تريزيجيه الهدف الذهبي في الدقيقة (103) ليمنح فرنسا لقبها الثاني والأخير في اليورو.
إلغاء القانون
ألغي القانون بشكل نهائي في عام 2004 لفشله في تحقيق الهدف الذي ظهر من أجله، حيث زاد تحفظ الفرق في الأوقات الإضافية خوفًا من تلقي هدف الخسارة الذي لن يعوض، ولم يظهر الهدف الذهبي مرة أخرى بدءا من مونديال 2006.
استفادة فرنسا
تبقى فرنسا أكبر المستفيدين من قانون الهدف الذهبي، فكما استفادت منه في اليورو كما سبق ذكره، استفادت به أيضًا في الفوز أمام باراجواي (1-0) في ثمن نهائي مونديال 1998، وفازت به على الكاميرون في نهائي كأس القارات 2003.