
Video Player is loading.
كذلك، نجح صناع القرار في الرياضة السعودية في تطوير الملاعب والمرافق العامة وتعديل بعض القرارات الخاصة بالمسابقات المحلية، ما جعل الدوري السعودي أحد أبرز الوجهات التي تجذب جميع اللاعبين والمدربين من مختلف الأماكن.
صدمة غير متوقعة
كان يتوقع البعض أن المبالغ الطائلة التي أنفقها صندوق الاستثمار السعودي على اللاعبين والمدربين، ليست إلا حيلة لجذب أنظار العالم فقط، ولكن الواقع كان بمثابة الصدمة.
صحيح أن المملكة العربية السعودية استفادت كثيرا من وجود أسماء بحجم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو والهداف الفرنسي كريم بنزيما والنجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، ولكن مجيئهم لم يكن لمجرد الاستمتاع بالسنوات الأخيرة في مسيرتهم، بل أن الهدف هو مقارعة الدوريات العالمية.
وتعرض بعض اللاعبين والمدربين للصدمة، بسبب المطالب الجماهيرية والإعلامية المستمرة لتقديم نفس المستويات التي ظهروا عليها في الملاعب الأوروبية، ليدرك بعضهم أن العمل والاستمرار على نفس الوتيرة هو السبيل الوحيد للاستمرار والحصول على المبالغ الطائلة من الأندية.
بنزيما كان أبرز اللاعبين الذين تعرضوا للانتقادات الجماهيرية والإعلامية في موسمه الأول بسبب تذبذب مستواه، بالإضافة إلى للجزائري رياض مجرز، نجم أهلي جدة الذي يعاني من تشكيك واضح في قدراته خلال الفترة الحالية.
ولم يتوقف الأمر على الانتقادات فقط، بل تسبب هبوط المستوى لرحيل بعض النجوم عن دوري روشن مثل البرازيلي أليكس تيليس الذي تخلص النصر منه بسبب تذبذب مستواه.
وينطبق الأمر على المدربين أيضا، حيث تفاجأ الإيطالي روبرتو مانشيني، المدير الفني للسعودية من كم الضغوطات والانتقادات التي يتعرض لها بسبب سوء مستوى "الأخضر"، وهو نفس الحال للعجوز البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال خلال الموسم الماضي، قبل أن ينفجر ويقدم واحدة من أفضل فترات "الزعيم".
وبالتالي، فإن الجماهير وصناع القرار في الرياضة بجانب الصحافة والإعلام، لن يقبلوا بأي تراخ، نظرا لتوفير كافة وسائل الدعم، وهو ما تسبب في صدمة واضحة لنجوم العالم الذين كانوا يتوقعون سهولة المنافسة.
الحلم السعودي يضرب أفكار العباقرة
تمكن صندوق الاستثمار من جلب العديد من المدربين الكبار، مثل مانشيني رفقة المنتخب السعودي والإنجليزي ستيفن جيرارد مع الاتفاق، بالإضافة لجيسوس مع الهلال والألماني ماتياس يايسله على رأس القيادة الفنية لأهلي جدة.
هذا وبالإضافة إلى الإيطالي ستيفانو بيولي رفقة النصر، بجانب الفرنسي لوران بلان مع اتحاد جدة، فضلا عن المفاوضات التي كانت تستهدف استقطاب البرتغالي جوزيه مورينيو ولكن المحاولات باءت بالفشل.
وشهد الموسم الماضي، رحيل العديد من المدربين الكبار، مثل البرتغالي نونو سانتو والأرجنتيني مارسيلو جاياردو عن الاتحاد، بسبب تراجع النتائج والانتقادات الجماهيرية المستمرة.
كذلك، قرر النصر قبل أيام قليلة التخلص من البرتغالي لويس كاسترو وتعيين بيولي خلفا له، وهو مصير قد ينتظر بعض المدربين الكبار خلال الفترة المقبلة، رغم الخبرات التي يتمتعون بها، ولكنها لا تتناسب مع الحلم السعودي.
يايسله هو أول المدربين الذين يرتبطون بالرحيل، بعد خسارة السوبر السعودي مطلع الموسم الجاري، بالإضافة لنزيف النقاط في دوري روشن، حيث فقد 11 نقطة من أول 6 جولات.
ولم يختلف الوضع كثيرا في الاتفاق، حيث يعاني جيرارد من بداية متراجعة، بتحقيق 3 انتصارات وخسارة مباراتين والتعادل في مناسبة واحدة، ليواجه انتقادات حادة قد تؤدي لرحيله.
هذا وبالإضافة إلى مانشيني الذي يعيش فترة صعبة، حيث سيواجه تحديا مثيرا عندما يلعب ضد اليابان، اليوم الخميس، ثم البحرين مساء الثلاثاء المقبل، في الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.
والعامل المشترك بين جيرارد ومانشيني ويايسله والمدربين الذين رحلوا عن الدوري السعودي، هو دفاعهم المستميت عن أفكارهم دون الاعتراف بالأخطاء التي يرتكبونها أو عدم الدراية بصعوبة الضغط والمنافسة.
وبالتالي، فإن أفكار هؤلاء العباقرة قد تصطدم بالحلم السعودي خلال الفترة المقبلة، برحيل أحدهم حال استمرار النتائج المتراجعة، في ظل الضغوطات الجماهير والإعلامية.