على عكس أغلب التوقعات، التي صبت باتجاه مباراة من جانب واحد لصالح بطل الدوري (السيب)، حقق ظفار، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، المفاجأة واقتنص لقب السوبر بالفوز 3-2، في مباراة ممتعة شهدت ندية كبيرة ومنافسة شرسة، على ملعب مجمع الرستاق الرياضي.
وأظهر ظفار أداء تكتيكيا متميزا، خاصة في الشوط الأول، حيث استغل الأخطاء الفردية للخصم، بما في ذلك خطأ أمجد الحارثي الذي أدى إلى ركلة جزاء سجل منها حمد الحبسي الهدف الثاني.

كما تميز ظفار بالمرتدات السريعة، ما ساهم في تسجيله لأهدافه الثلاثة الحاسمة، بينما قدم السيب أداء هجوميا قويًا، لكنه عانى من ضعف في إنهاء الهجمات واللمسة الأخيرة.

ورغم تسجيله مرتين عبر عبدالرحمن المشيفري، كانت مباراة السوبر هي الأولى التي يستقبل فيها السيب هدفين في شباكه هذا الموسم، مما يعكس بعض الثغرات الدفاعية التي استغلها ظفار ببراعة.

فالسيب شارك هذا الموسم في 4 بطولات، هي: الدوري، وكأس التحدي الآسيوي، وكأس سلطان عمان، وكأس الاتحاد العماني، وكان أقصى ما استقبله في أي مباراة هو هدف واحد فقط، كما أن تصنيفه الدفاعي هو الثاني بعد النهضة في بطولة الدوري، ما يعكس ضعفا في إدارة المدير الفني للسيب، الصربي: نيكولا دوروفيتش للمباراة من الجانب الدفاعي.

في المقابل لعب المدير الفني لظفار، مصباح هاشل، بذكاء الواقعية الطموحة، وتمكن من استثمار الفرص التي صنعها الفريق للتهديف، وتمكن من العودة بعد تأخره بنتيجة 2-1 في الشوط الأول، ما يعكس قدرة فائقة على إدارة المباراة والعودة بها من التأخر إلى التقدم حتى النهاية واقتناص اللقب.

وهذا اللقب هو السوبر الخامس لظفار في تاريخه، مما يعزز مكانته كأكثر الأندية العمانية تتويجا بالبطولات المحلية، حيث سبق له الفوز ببطولة الدوري 11 مرة وكأس سلطان عمان 11 مرة أيضًا.

وفي هذا الإطار، أشاد نقاد الكرة العمانية بأداء ظفار على منصة إكس، ووصفه جحنون الحضري بأنه إثبات على أن ظفار هو "عميد الأندية العمانية" وقادر على كتابة فصول جديدة من التاريخ. وأضاف الحضري أن "الاستثناءات لا تتحقق إلا مع الكبار، وأن اسم ظفار يكفي لإسعاد جماهيره".

وفي السياق ذاته، وصف جابر العجمي أداء ظفار بأنه نتاج الهمة العالية للاعبيه، مشيرا إلى أن الفريق "لعب بمن حضر وأثبت جدارته في المباريات الكبيرة".

أما الناقد عبدالله المسروري، فوصف المباراة بأنها "ممتعة وثقيلة وتليق بتاريخ الفريقين"، وأشاد بالمستوى الفني العالي من كلا الفريقين، لافتا إلى أن النتيجة جاءت مخالفة لتوقعات الكثيرين الذين توقعوا فوز السيب.

يشار إلى أن ظفار يلعب في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم بعدما أخفق في تحقيق شروط الحصول على الرخصة اللازمة للمشاركة في البطولات المحلية والآسيوية، ولذا يمثل الفوز بالسوبر محطة فارقة في طريق استعادته لمسار العودة إلى دوري الأضواء.