شق ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال، بطن منافسه مانشستر سيتي، ليكشف كل العيوب الفنية والتكتيكية التي انتشرت في جسد بطل إنجلترا، ووقف الإسباني بيب جوارديولا عاجزا عن حلها.
غادر مانشستر سيتي ملعب الإمارات بخسارة ثقيلة 1-5، بعد تفوق كاسح للفريق اللندني منذ اللحظات الأولى حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة التي عانى خلالها السيتي فنيا وبدنيا وذهنيا.

كشف أرتيتا عن الارتباك الواضح لخط دفاع جوارديولا عند بناء الهجمات من الخلف، وضغط بشراسة على قلبي الدفاع جون ستونز ومانويل أكانجي.

وتسبب الثنائي الدفاعي لسيتي في هدف مبكر، بفضل قوة الخماسي تروسارد وديكلان رايس وأوديجارد وجابرييل مارتينلي وهافيرتز في الضغط والوصول إلى المرمى بأسرع عدد ممكن من اللمسات.

وبنفس السيناريو أضاع هافيرتز فرصة لقتل المباراة مبكرا في الدقيقة 26.

في المقابل، كان السيتي بطيئا للغاية على مستوى ثلاثي الوسط برناردو سيلفا وكوفاسيتش وفيل فودين، ولم تكن له جبهات هجومية قوية على الأطراف سواء نونيز وبرناردو يمينا أو سافينيو وجفارديول يسارا، ليبقى عمر مرموش وإرلينج هالاند في عزلة تامة بعمق الهجوم، ولقمة سائغة للثنائي جابرييل وويليام ساليبا.



وكرر جوارديولا سيناريو  المباراة الأولى بين الفريقين في ملعب الاتحاد، التي انتهت بالتعادل 1/1، حيث مال فريقه للعب العرضي وكثرة التمريرات بدلا من اللعب المباشر على المرمى أو اللجوء للتسديد أو تفعيل دور الأطراف بشكل أفضل، ونشط السماوي لدقائق قليلة في الشوط الثاني.

لم تقتصر معاناة مانشستر سيتي على العوامل الفنية والتكتيكية بشأن تحركات وتمركز لاعبيه، بل بدا أيضا أن الفريق في أسوأ حالاته الذهنية، فلم يقدر على التماسك وتنظيم صفوفه بعد تسجيله هدف التعادل، واستقبل هدفا ثانيا بعد ثوان قليلة، بعد تمريرة ساذجة مقطوعة أرسلها فيل فودين.

وبدا أن جوارديولا يعاني أيضا من عدم الثقة في بدلائه، حيث اكتفى بإشراك كيفن دي بروين وجيمس ماكاتي، وكانا بلا بصمة، بينما قرر المدرب الإسباني الاحتفاظ بعناصر أخرى أكثر خبرة مثل الثنائي إلكاي جوندوجان وجاك جريليش.

اختفى مانشستر سيتي تماما بعد الهدف الثاني، في ظل انهيار بدني وذهني وفني واضح، أمام أرسنال الذي زاد نشاطا بنزول البدلاء ريكاردو كالافيوري ورحيم سترلينج وميكيل ميرينو وإيثان نوانيري.

ووضح أيضا أن آرسنال الأقوى بدنيا وذهنيا، فلم يفقد تركيزه أو شراسته في الضغط على منافسه، الذي وجد صعوبة كبيرة في الخروج بالكرة من الخلف أو تجاوز خط المنتصف.

واستغل أرتيتا تفكك منظومة جوارديولا، معتمدا على الهجمات المرتدة وخفة حركة لاعبيه على مستوى خطي الوسط والهجوم، ليضيف 3 أهداف أخرى في شباك ستيفان أورتيجا، الذي اهتز أيضا مع مرور الوقت، وفقد تركيزه.

في المقابل اكتفى لاعبو مانشستر سيتي بمشاهدة اختراق لاعبي آرسنال من العمق والأطراف والتسديد من خارج منطقة الجزاء، دون التزام الثلاثي سافينيو وبرناردو سيلفا ودي بروين بالمهام الدفاعية ومساعدة الظهيرين، في ظل هشاشة العمق أيضا، مع قلة حيرة الثلاثي كوفاسيتش وستونز وأكانجي.