خلف انتصار الهلال السعودي المستحق على ضيفه باختاكور الأوزبكي، برباعية دون رد، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، العديد من المشاهد الفنية والتكتيكية التي ساهمت في خروج المباراة بهذه النتيجة.
ونجح "الزعيم" في قلب النتيجة، بعد هزيمته في جولة الذهاب، بهدف دون رد، ليعبر إلى الدور ربع النهائي، بالفوز في مجموع المباراتين (4-1).

بداية مشتعلة

بدأ الهلال المباراة بصورة مذهلة، بتطبيق ضغط عالٍ من كافة جوانب الملعب، بالاعتماد على طريقة (4-2-3-1)، بالإضافة لاستمرار فكرة الدفاع المتقدم.

وكانت الطريقة تتحول في بعض الأحيان إلى (4-2-4)، حيث اعتمد المدرب البرتغالي جورجي جيسوس على زيادة الكثافة الهجومية في الثلث الأخير، بهدف التسجيل مبكرا.

وكان يعاب على "الزعيم" في الـ20 دقيقة الأولى، الرغبة المتعجلة في التسجيل، حيث سيطر طولا وعرضا على مجريات اللعب، ولكن اللمسة الأخيرة، افتقدت للدقة.

لكن مع استمرار الضغط، استطاع رجال جيسوس، الحصول على ما يريدون، بهدف أول من جملة رائعة، أنهاها حمد اليامي في الشباك، عبر ضربة رأسية (ق 31).



نقطة مضيئة

ظهر جميع نجوم الهلال، بصورة رائعة خلال المباراة، ولكن محمد كنو، لاعب وسط الفريق، كان بمثابة النقطة الأبرز، بعدما منح فريقه القدرة على تسيير المباراة.

كنو الذي شغل مركز لاعب الوسط المتقدم (8)، لم يكن دوره الرئيسي هو افتكاك الكرات فحسب، بل ظهر بأدوار عديدة، منها الدخول في العمق واقتحام المساحة التي يتركها المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو، بنزوله لوسط الملعب.

فضلا عن التقدم للعب الكرات الرأسية، بالإضافة لرؤيته المميزة والمتمثلة في توزيع اللعب، سواء بتمريرات طولية، استهدف بها المساحات الخالية خلف ظهيري باختاكور.

إضافة إلى ذلك، استغلال تحركات سالم الدوسري ومالكوم دي أوليفيرا في العمق، ومنحهما التمريرات بصورة مستمرة، وهو ما نتج عنه تسجيل ثاني الأهداف عن طريق النجم البرازيلي بالدقيقة 42.

والمثير في الأمر، أن كنو هو من صنع الهدف الأول أيضا، والذي سجله اليامي من ضربة رأسية، عبر الاختراق من العمق، وإرسال عرضية من الجهة اليسرى.



أسلحة عادت للعمل

عانى الهلال في أغلب المباريات الماضية، وخاصة مواجهة الذهاب التي هُزم فيها أمام باختاكور، بغياب الفاعلية الهجومية من الأطراف.

لكن مباراة الليلة، شهدت عودة أسلحة الأطراف للعمل، وخاصة الجناحين كايو سيزار (يمينا) وخلفه اليامي، وسالم الدوسري ومتعب الحربي (يسارا).

واعتمد جيسوس على طريقتين لتفعيل هذه الأسلحة، الأولى هو استغلال سرعات الدوسري وكايو، ومنحهما الكرة بشكل دائم في مواقف (واحد ضد واحد)، وهو ما نجح فيه الثنائي بصورة مذهلة.

كايو كان العنصر الأخطر في الهلال من الجهة اليمنى باختراقاته المستمرة، وحصوله على المخالفات، فيما تمكن الدوسري من تهديد مرمى باختاكور بالعديد من المحاولات، فضلا عن حصوله على ركلة جزاء سجل منها ثالث الأهداف.

أما الطريقة الثانية، هي دخول سالم وكايو للعمق، مع فتح الملعب من جانب الظهيرين، ثم إرسال العرضيات، ولكن "الزعيم" لم يستغلها بالصورة الأمثل.

وما ساهم في توهج نجوم الهلال، هو تراجع الضيوف بشكل مبالغ فيه، وعدم تقديم أي شكل هجومي أو دفاعي، ليقرر جيسوس سحب ليوناردو والزج بمالكوم، كرأس حربة، مع دخول ناصر الدوسري كبديل في الدقيقة 74.

وكان الهدف من ذلك، هو غلق وسط الملعب بشكل كامل بوجود ناصر وروبن نيفيز وكنو، وهو ما نجح فيه المدرب البرتغالي، بالإضافة لتسجيل الهدف الرابع عن طريق الدوسري (البديل)، ليعود هو الآخر للعمل بعد فترة من التراجع.