يحتضن ملعب ويمبلي العريق بالعاصمة البريطانية لندن، موقعة ليفربول ونيوكاسل يونايتد غدا الأحد، في المباراة النهائية لبطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم.
ويسعى ليفربول، الذي يشارك في النهائي الـ15 بكأس الرابطة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1960، للتتويج باللقب للمرة الـ11 في تاريخه والثانية على التوالي، وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية فوزا بالبطولة، حيث يبتعد بفارق لقبين الآن أمام أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي، علما بأنه النادي الأكثر ظهورا في المباريات النهائية للمسابقة.
أما نيوكاسل، الذي يلعب في نهائي المسابقة للمرة الثالثة، فيحلم بحصد اللقب للمرة الأولى، وأن يصبح الفريق الـ24 الذي ينضم لقائمة الفائزين بكأس البطولة، بعد أن خسر نهائي موسمي 1975-1976، و2022-2023، أمام مانشستر سيتي واليونايتد على الترتيب.
ويطمع ليفربول في التتويج بلقبه الكبير الـ73، لينضم بذلك لخزينته العامرة بالبطولات المحلية والقارية، كما سيمنحه الفوز بالمسابقة دفعة معنوية لاستكمال مسيرته في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، التي يتربع على صدارتها برصيد 70 نقطة، بفارق 15 نقطة أمام أقرب ملاحقيه آرسنال.
وعقب خروجه من دوري الأبطال إثر خسارته أمام سان جيرمان بركلات الترجيح، ووداعه المبكر أيضا من كأس الاتحاد الإنجليزي، فإن الفرصة تبدو مواتية أمام ليفربول، الذي أنشيء عام 1892، لتحقيق ثنائية الفوز بكأس الرابطة والدوري الإنجليزي للمرة الثالثة بعد موسمي 1981-1982، و1982-1983.
إنهاء الجفاف
في المقابل، يرغب نيوكاسل في إنهاء واحدة من أطول فترات الجفاف للألقاب الكبرى في كرة القدم الإنجليزية، حيث ارتقى لآخر مرة إلى منصات التتويج، حينما أحرز لقب كأس المعارض بين المدن الأوروبية موسم 1968-1969.
وعبر تاريخه الذي يمتد إلى 144 عاما، حيث تأسس عام 1881، يمتلك نيوكاسل، صاحب المركز السادس حاليا بالدوري الإنجليزي بـ47 نقطة، 21 لقبا، بواقع 16 لقبا كبيرا و5 ألقاب ثانوية.
واستهل ليفربول مشواره في النسخة الحالية لكأس الرابطة بالفوز 5-1 على ضيفه وست هام يونايتد بالدور الثالث للبطولة، قبل أن يتغلب 3-2 على مضيفه برايتون في الدور التالي، فيما انتصر 2-1 على مضيفه ساوثهامبتون بدور الثمانية، ليواجه توتنهام هوتسبير في الدور قبل النهائي، حيث خسر 0-1 خارج ملعبه أمام الفريق اللندني ذهابا، بينما انتصر 4-0 في لقاء الإياب على ملعب (آنفيلد).
من ناحيته، بدأ نيوكاسل مسيرته بالمسابقة هذا الموسم من الدور الثاني، حيث اجتاز عقبة مضيفه نوتنجهام فورست، بعدما تغلب عليه 4-3 بركلات الترجيح، التي احتكم إليها الفريقان بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي، ثم فاز 1-0 على ضيفه ويمبلدون بالدور الثالث، وأعقبه الانتصار 3-1 على ضيفه برينتفورد بدور الثمانية، ليفوز بعد ذلك 2-0 على آرسنال في لقاء الذهاب، وبالنتيجة نفسها في مباراة الإياب بالمربع الذهبي.
غيابات بالجملة.. وتفوق كاسح
وتشهد المباراة غياب العديد من نجوم الفريقين، حيث يفتقد نيوكاسل خدمات أنتوني جوردون بداعي الإيقاف، بعد تلقيه بطاقة حمراء في خسارة الفريق أمام برايتون بكأس إنجلترا، كما يغيب عن الفريق الملقب بـ(الماكبايث) لويس هول، الذي انتهى موسمه مع النادي بسبب إصابة في الركبة، وسفين بوتمان، الذي سيبتعد عن المستطيل الأخضر لمدة 8 أسابيع بسبب إصابة أخرى في الركبة.
في المقابل، يعاني ليفربول من غياب نجمه الدولي ترينت ألكسندر أرنولد، بعدما أصيب أمام سان جيرمان في مباراة الإياب بدور الـ16 لدوري الأبطال، ليواجه فترة غياب طويلة بسبب إصابة في كاحل القدم.
وجاءت الإصابة بمثابة الصفعة للهولندي آرني سلوت، المدير الفني لليفربول، الذي بات بدون ظهير أيمن أساسي ضد نيوكاسل، حيث لا يزال كونور برادلي وجو جوميز يتعافيان من الإصابة.
وستكون هذه هي المباراة الثالثة بين الناديين بمختلف المسابقات خلال الموسم الحالي، حيث تعادلا 3-3 في جولة الذهاب بالدوري الإنجليزي على (سانت جيمس بارك)، معقل نيوكاسل، في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين فاز ليفربول 2-0 بملعبه في جولة الإياب الشهر الماضي.
ويحمل هذا اللقاء الرقم 190 في سجل مباريات الفريقين بجميع البطولات، حيث يمتلك ليفربول أفضلية واضحة في المواجهات الـ189 السابقة، بتحقيقه 94 فوزا مقابل 50 انتصارا لنيوكاسل، بينما فرض التعادل نفسه على 45 لقاء.
وفي الوقت الذي يحاول ليفربول مواصلة تفوقه الكاسح على نيوكاسل، فإن منافسه يخطط لتحقيق فوزه الأول في لقاءاتهما منذ أكثر من 9 أعوام، حيث يعود آخر انتصار له على الفريق الأحمر بكل المنافسات إلى السادس من ديسمبر/كانون الأول 2015، عندما فاز 2-0 بالدوري الإنجليزي على ملعبه.

الفرعون واللقب التاسع
وستكون الأنظار مسلطة بلا شك على النجم الدولي المصري محمد صلاح، الذي يستهدف الحصول على لقبه التاسع في مسيرته مع ليفربول، والـ11 خلال مشواره الاحترافي بالملاعب الأوروبية بشكل عام.
ومنذ انضمامه لليفربول في يونيو/حزيران عام 2017 قادما من روما الإيطالي، حقق صلاح 8 ألقاب مع الفريق العريق، حيث فاز بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال وكأس إنجلترا وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي والدرع الخيرية مرة وحيدة، وكأس الرابطة مرتين، علما بأنه سبق له الفوز بلقب الدوري السويسري مرتين مع فريقه السابق بازل.
ويخوض (الفرعون المصري) اللقاء بعد يومين فقط من تتويجه بجائزة لاعب شهر فبراير/شباط الماضي بالدوري الإنجليزي، ليتقاسم الرقم القياسي كأكثر اللاعبين حصدا للجائزة المرموقة مع الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، مهاجم مانشستر سيتي المعتزل، وهاري كين، نجم توتنهام هوتسبير السابق وبايرن ميونخ الحالي، بعدما حصل الثلاثي عليها 7 مرات.
ضحية مفضلة
ويعتبر نيوكاسل أحد الضحايا المفضلين لصلاح، الذي أحرز 10 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة، في 17 مباراة لعبها أمامه، ففي الموسم الحالي أحرز (الملك المصري)، كما تطلق عليه جماهير ليفربول، هدفين وصنع آخر لكورتيس جونز في المواجهة الأولى التي أقيمت بينهما، لكنه صام عن التسجيل في اللقاء الآخر، الذي اكتفى خلاله بصناعة هدفا لزميله الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر.
ويقدم صلاح، الذي ينتهي عقده الحالي مع ليفربول في يونيو/حزيران المقبل، أداء استثنائيا هذا الموسم، حيث شارك في 42 مباراة مع الفريق حتى الآن، ساهم خلالها بـ54 هدفا، عقب تسجيله 32 هدفا وصناعته 22 هدفا، من بينها تسجيله هدفين وتقديمه تمريرة حاسمة واحدة بكأس الرابطة.
ورغم أن كأس الرابطة يعتبر أحد الكؤوس المحلية الأربعة التي تحرزها فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، فإنه يعد أقل شأناً من لقب الدوري أو كأس الاتحاد الإنجليزي.
ويحصل الفائز بكأس الرابطة على جائزة مالية قدرها 100 ألف جنيه إسترليني، يتم منحها من جانب رابطة الأندية المحترفة، بينما يحصل الوصيف على 50 ألف جنيه إسترليني، وهي جائزة تعتبر ضئيلة إلى حد كبير، مقارنة بجائزة كأس الاتحاد الإنجليزي البالغة مليوني جنيه إسترليني.