يتطلع المدرب الإسباني لويس جارسيا لقيادة منتخب قطر إلى التأهل إلى كأس العالم 2026، لتكون المرة الأولى في تاريخ العنابي التي يشارك فيها عبر التصفيات الآسيوية، بعد أن سبق له المشاركة في مونديال 2022 بصفته المنظم.
ويستعد لويس جارسيا (44 عاما) لخوض تحدٍّ جديد، رغم أنه ليس غريبًا على المنتخب الوطني الذي يقوده، حيث عمل مساعدًا لتانتان ماركيز مع منتخب قطر لمدة عام، ونتيجة ذلك، قرر الاتحاد القطري لكرة القدم وضع ثقته في لاعب إسبانيول، وريال سرقسطة، ومورسيا، ومايوركا السابق، لمساعدتهم على التأهل إلى كأس العالم.

ويتولى جارسيا قيادة العنابي منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد خروج قطر من دور المجموعات في كأس الخليج، وستكون أولى مبارياته كمدير فني يوم الخميس المقبل  خلال مواجهة العنابي أمام ضيفه كوريا الشمالية ، تليها مباراة خارج أرضه أمام جمهورية قيرغيزستان الثلاثاء المقبل.

وأجرى جارسيا مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لمناقشة الوضع الحالي لقطر، وتطلعاته على المدى القريب والبعيد، وكل ما تعلمه من المدرب الأسطوري للمنتخب الإسباني لويس أراجونيس، وما تعنيه المشاركة في كأس العالم.

وعن انتقاله من منصب مساعد المدرب إلى منصب المدير الفني، قال: "كان الأمر غريبًا بعض الشيء، عادةً، عند إقالة المدرب، يُستبدل جميع أفراد الجهاز الفني، ولكن لأن عقود المساعدين والمدرب غير مرتبطة هنا، أتيحت لي فرصة تولي المسؤولية، إذ لم تسر الأمور كما هو مخطط لها في تصفيات كأس العالم الأخيرة، فقرروا محاولة إنقاذ الموقف، وتغيير المدرب".

وأضاف: "علاقتي بتانتان ممتازة، ورحيله أثر عليّ كثيرًا، جئتُ إلى هنا معه وأردت الرحيل معه، لكن فرصة تولي المسؤولية أتيحت لي. تانتان نفسه شجعني على قبول الوظيفة، بالإضافة إلى أنني أعرف البلد واللاعبين جيدًا، لذا كان الأمر منطقيًا".

وأشار: "نخوض كل مباراة بحماس وإيمان بقدرتنا على الفوز، ورغم أن كوريا وقيرغيزستان يحتلان المركزين السادس والخامس على التوالي، إلا أن الفوز عليهما سيكون صعبًا للغاية".

وعن شعوره بالمشاركة في كأس العالم كمدرب بعد عدم مشاركته في المونديال كلاعب، أوضح: "لا شيء يُضاهي فرصة اللعب في المونديال، يخوض المدربون الإسبان غمار التدريب، ويتنقلون حول العالم لتدريب منتخبات مختلفة، نظرًا لكثرة الطلب عليهم هذه الأيام. كنتُ محظوظًا بالحضور إلى هنا كمساعد لتانتان في كأس آسيا، حيث تُوّجنا أبطالًا".

وأمضى: "كان ذلك إنجازًا عظيمًا لنا. فازت قطر بالنسختين الأخيرتين من البطولة، وهذا إنجازٌ كبيرٌ لبلدٍ مثل بلدنا. إن تدريب أبطال آسيا شرفٌ لي، وخطوةٌ هائلةٌ إلى الأمام في مسيرتي المهنية، وكذلك في تطوري كمدرب، لأن قيادة منتخب وطني تختلف تمامًا عن تدريب فريق ناد".

وتحدث جارسيا عن القائد أكرم عفيف الذي يمتلك أكثر من 100 مباراة دولية مع منتخب قطر، قائلا: "إنه جزء أساسي بالنسبة لنا. كنا زملاءً في بلجيكا خلال فترة لعبي مع أوبين، عندما بدأ اللعب معنا، كان من الواضح أنه لاعب استثنائي".

واستكمل: "إنه بالنسبة لنا كما هو ميسي بالنسبة للأرجنتين، لاعب فريد من نوعه، وشخصية استثنائية تمامًا. كان مذهلاً للغاية في كأس آسيا، واختير أفضل لاعب في آسيا. هذا ليس محض صدفة، بل لأنه موهبة فذة. يمكنه إحداث الفارق في أي وقت خلال المباراة. الجميع في آسيا وقطر يدركون ذلك تمامًا".

وبشأن قيادة قطر إلى كأس العالم 2026، أكد "سيكون شرفًا عظيمًا. كل مدرب يستمتع بهذه اللحظات والبطولات المهمة. لا توجد منافسة أكبر من كأس العالم، ولا شرف أهم من تمثيل أمة بأكملها. أعرف ما يعنيه وصول قطر إلى المونديال. سيكون إنجازًا رائعًا للبلاد، ونأمل أن نتمكن من الاستمتاع به في عام 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك".