البريميرليج.. احترام الثقافات
في الدوري الإنجليزي الممتاز، يتم احترام خصوصية اللاعبين المسلمين بشكل كبير، حيث يتم منحهم فرصة لكسر صيامهم أثناء المباريات.
وتم التوصل إلى اتفاق في 2021 يسمح للاعبين المسلمين بتناول السوائل والطعام خلال توقفات طبيعية في المباريات، مثل رميات التماس أو ضربات المرمى، عندما يحين موعد آذان المغرب في تلك المباريات.
وشهدت مواجهة بين ليستر سيتي وكريستال بالاس في 26 أبريل/نيسان 2021، أول تطبيق لهذا الاتفاق، عندما أوقف الحكم، المباراة، من أجل السماح لويسلي فوفانا وشيخو كوياتي بالإفطار.
وأكد العديد من اللاعبين المسلمين في الدوري الإنجليزي، مثل نجم إيفرتون عبد الله دوكوري، أن الصيام لم يؤثر على أدائهم البدني.
وصرح دوكوري عام 2023 "ديني هو الشيء الأكثر أهمية في حياتي. أضع ديني أولاً ثم يأتي عملي. يمكنك القيام بالأمرين معاً وأنا سعيد بذلك".
وخلال الموسم الحالي، تم احترام لاعب مانشستر يونايتد نصير مزراوي من خلال إيقاف اللعب حتى يتمكن من كسر صيامه بعد آذان المغرب، في حظوة لاقت استحسانا كبيرا.
بالإضافة إلى دعم اللاعبين على أرض الملعب، تقوم العديد من الأندية الإنجليزية بتنظيم إفطارات جماعية في ملاعبها، مثل "الإفطار المفتوح" الذي يجمع أفراد المجتمع من مختلف الأديان.
ويعكس هذا الدعم، التزام الدوري الإنجليزي الممتاز، بمبادئ التنوع والشمولية، مما يجعل البطولة، بيئة أكثر راحة للاعبين المسلمين.

ليج 1.. قيود جدلية
وعلى النقيض من ذلك، يواجه اللاعبون المسلمون في الدوري الفرنسي، تحديات أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بالصيام.
ووفقًا للوائح الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، يُمنع إيقاف المباريات لأسباب دينية، حيث يتم اعتبار كرة القدم محايدة دينياً.
وفي مارس/آذار 2023، شددت لجنة الحكام الفيدرالية في فرنسا على هذا الموقف، في رسالة إلى جميع الحكام، مؤكدة أن "إيقاف المباريات من أجل الإفطار يتعارض مع مبدأ حيادية كرة القدم".
ومع ذلك، شهدت مباراة بين أنجيه وموناكو قبل أيام، جدلاً كبيراً عندما توقفت المباراة عند الدقيقة 13 بسبب إصابة لاعب الأول حيماد عبدلي، مما سمح لبعض اللاعبين المسلمين، بكسر صيامهم.
وعلى الرغم من أن الاتحاد الفرنسي نفى أن التوقف كان بسبب الصيام، إلا أن الحادثة أثارت موجة من الجدل السياسي والإعلامي في فرنسا، وتم اتهام عبدلي بتعمد الإصابة، كي يتمكن لاعبو الفريقين المسلمين، من كسر صيامهم.
وانتقد بعض السياسيين اليمينيين، هذا الحدث باعتباره "انتهاكاً لمبدأ العلمانية"، بينما رأى آخرون أن السماح بهذا الفعل قد يؤدي إلى "انقسام داخل المجتمع الفرنسي".
تأثير السياسات المختلفة على اللاعبين
تُظهر المقارنة بين الدوري الإنجليزي الممتاز ونظيره الفرنسي، نهجين مختلفين تمامًا في التعامل مع اللاعبين المسلمين الصائمين.
في إنجلترا، يتم تبني نهج مرن قائم على التفاهم والدعم، مما يسمح للاعبين المسلمين، بممارسة شعائرهم الدينية دون التأثير على مسيرتهم الكروية.
في المقابل، تتبع فرنسا، نهجًا صارمًا يستند إلى مبدأ "اللائكية" (الفصل التام بين الدين والدولة)، مما يحد من حرية اللاعبين في التعبير عن معتقداتهم الدينية داخل الملاعب.
هذا التباين يعكس الفروق الثقافية والسياسية بين البلدين، حيث يُنظر إلى الدين في إنجلترا كجزء من التنوع المجتمعي، بينما تسعى فرنسا للحفاظ على فصل الدين عن المجال العام بشكل صارم.
ومع تزايد أعداد اللاعبين المسلمين في الدوريات الأوروبية، قد تحتاج فرنسا إلى إعادة النظر في سياساتها، لضمان بيئة أكثر شمولية تتماشى مع التنوع الموجود في كرة القدم الحديثة.