وفي ظل القصور الواضح في بعض مراكز الفريق، وعدم وجود بدائل مميزة فيها على مستوى الدوري أو حتى المحترفين، فإن مهمة رينارد تزداد صعوبة خاصة مع قوة وأهمية التحديات التي تواجه المنتخب السعودي.
ولعل تحقيق النتائج الإيجابية يرتبط دوماً بالقدرة الهجومية التي تغير واقع المباريات، وهو ما يعزز أهمية ذلك المركز في حسابات رينارد، علاوة على الرغبة القوية لدى الفرنسي في إنهاء حالة الصيام التهديفي المستمرة مع الأخضر في مشوار التصفيات.
ولم ينجح منتخب السعودية في هز شباك منافسيه بتصفيات كأس العالم خلال آخر 4 مباريات، أي أن العجز التهديفي استمر 360 دقيقة ما بين هزائم وتعادلات سلبية.
ورغم أن رينارد حاول إصلاح تلك الأزمة خلال بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26"، إلا أن المحك الرئيسي يبقى تصفيات المونديال، وهو الطموح الأكبر بالنسبة للكرة السعودية، فلن يكون مقبولاً أن مستضيف نسخة 2034 للمونديال والبلد الذي يحوي في مسابقته المحلية العديد من الأسماء العالمية يواجه هذا العجز والتعثر.

الصين كلمة السر
ويرجع آخر حضور تهديفي للمنتخب السعودي بتصفيات المونديال إلى مباراة الصين أيضا بالجولة الثانية، عندما فاز الأخضر خارج قواعده بهدفين دون رد، ليخسر بعد ذلك من اليابان 2-0، ثم يتعادل سلبيا مع البحرين وأستراليا، قبل أن يخسر من إندونيسيا بثنائية نظيفة.
ثنائية الأخضر ضد الصين حملت توقيع حسن كادش مدافع الاتحاد، لكن رينارد خلال الفترة الماضية عمل على تطوير هجوم الأخضر واتسعت خياراته لتشمل لاعبين تألقوا محلياً مثل عبدالله آل سالم، أحد هدافي الدوري، ومهاجم الخليج المتميز.
أيضا مهند آل سعد محترف دانكيرك الفرنسي وجد لنفسه مكانا في قائمة رينارد، بالإضافة إلى فراس البريكان مهاجم الأهلي الذي وبالرغم من تراجع مشاركته وتألقه مع فريقه قياسا بالموسم الماضي إلى أنه يبقى أحد أبرز هدافي الأخضر في الآونة الأخيرة.
ولأن التهديف لا يقتصر فقط على المهاجمين الصرحاء فإن اهتمام رينارد ينصب على الأجنحة ولاعبي الوسط، فوجود سالم الدوسري القائد صاحب الخبرات والذي لم يبتعد عن مستواه سواء مع الهلال أو الأخضر يعد دافعا قويا لخلق الفرص التهديفية سواء لنفسه أو زملائه.
ومع وجود لاعب القادسية المتألق تركي العمار تزداد الحلول الهجومية من خط الوسط أيضا في المنتخب السعودي، إذ يمتاز بقدرته على تقديم تمريرات حاسمة لزملائه علاوة على الدقة أمام المرمى.
أما مصعب الجوير الموهبة السعودية الأفضل على مستوى صناعة اللعب، فربما يكون محور الأداء الهجومي للمنتخب السعودي، الذي تجلت معاناته في الوصول لمرمى المنافسين في غياب اللمسات الإبداعية التي تضرب التكتلات الدفاعية.
وفي ظل التوقعات أن يلعب التنين الصيني بتأمين دفاعي فإن الحلول التقليدية لاختراق الدفاع لن تجدي نفعا، ومن ثم يتعين وجود لاعبين أصحاب حلول ذكية وتمريرات تعرف طريقها إلى أقدام ورؤوس المهاجمين، على غرار الجوير الذي يقدم عملاً رائعا مع الشباب هذا الموسم.