أسدل الستار على مباراة السعودية والصين، التي جمعت الطرفين، اليوم الخميس، في إطار منافسات الجولة السابعة من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وحقق المنتخب السعودي، فوزا ثمينا على أرضه ووسط جماهيره، بهدف دون رد، ليرفع رصيده إلى 9 نقاط، متقدما إلى المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة الثالثة، ليقلص الفارق مع أستراليا الوصيف إلى نقطة واحدة.

وشهدت المباراة، بعض النقاط الفنية البارزة، التي رجحت كفة "الأخضر" وقادته لتحقيق النقاط كاملة. 

بداية متوقعة

بدأ المنتخب السعودي، مباراته بصورة متوقعة، حيث قرر المدرب هيرفي رينارد، الاعتماد على طريقة (4-2-3-1)، تتحول أحيانا إلى (4-3-3)، وتطبيق الضغط العالي من كافة أرجاء الملعب، مع دفاع متقدم.

وسيطرت السعودية على الاستحواذ بصورة كاملة، والذي وصل إلى 80% مقابل 20%، وسط تراجع متوقع من الضيوف الذين حرصوا على الدفاع ككتلة واحدة، بطريقة (4-4-2)، والتحول في الهجمات المرتدة.

ووصل "الأخضر" بالكثير من المحاولات في الشوط الأول، وخاصة من الجهة اليسرى التي تمكن من خلالها سالم الدوسري ونواف بوشل من التسبب في إزعاج مستمر للدفاعات الصينية.

وما كان يميز أصحاب الأرض، هو تقارب الخطوط بين جميع اللاعبين، وخاصة بين الوسط والدفاع، حيث تواجد فيصل الغامدي بشكل دائم أمام قلبي الدفاع، من أجل العمل على خروج الكرة بأفضل شكل ممكن، وهو ما نجح فيه.



واعتمد رينارد في أغلب فترات اللعب على إرسال الكرات الطولية خلف ظهيري المنتخب الصيني، أو منح الكرة إلى أيمن يحيى أو سالم الدوسري في الجانبين الأيمن والأيسر من أجل وضعهما في موقف (واحد ضد واحد)، وهو ما أسفر عن خطورة مستمرة. 

نقطة فارقة 

رغم السيطرة الكاملة للمنتخب السعودي في الشوط الأول، إلا أن طرد لين ليانجمينج، لاعب الصين، كان بمثابة النقطة الفارقة في أحداث المباراة.

وفي الشوط الثاني، استغل رجال المدرب رينارد، النقص العددي للمنتخب الصيني، بسيطرة مستمرة على مجريات الأمور، والاندفاع للأمام بأكبر عدد ممكن من اللاعبين.

وأدى ذلك، لوضع المنتخب الصيني في حالة الدفاع طوال الشوط الثاني، دون محاولة هجومية تذكر، على عكس الشوط الأول الذي حصل خلاله على عدة ركنيات وضربات ثابتة.

وبالفعل، استغل "الأخضر" هذا الطرد بعد أول 5 دقائق من الشوط الثاني، حيث وضع سالم الدوسري، الهدف الأول، لتزداد المهمة صعوبة على الضيوف.

أطراف السعودية

بخلاف تألق ثلاثي وسط الملعب، وخاصة فيصل الغامدي الذي كان بمثابة حلقة الوصل بين جميع الخطوط، إلا أن أطراف السعودية كانت كلمة السر في تحقيق النقاط الثلاث.

رينارد اعتمد على محطتين في الطرفين الأيمن والأيسر، بتواجد مصعب الجوير وسعود عبد الحميد وأيمن يحيى من جهة، بالإضافة لمثلث آخر يجمع كل من ناصر الدوسري وسالم ونواف بوشل، بالطرف المقابل.



وتمكن "الأخضر" من تهديد مرمى الضيوف بأكثر من محاولة خطيرة على مدار 90 دقيقة من خلال الطرفين، سواء بتبادل التمريرات حتى الوصول لمنطقة الجزاء، أو التمريرات العابرة خلف المدافعين، الغرض منها استغلال السرعات.

فضلا عن استغلال سلاح التمريرات العكسية في عمق الملعب، نظرا لقدرة العديد من اللاعبين على الدخول لمنطقة الجزاء، حيث نتج عن ذلك، تسجيل هدف عن طريق فيصل الغامدي، بالدقيقة 39، ولكن الحكم ألغاه بداعي وجود لمسة يد.

وانشغل الخط الخلفي للمنتخب الصيني بمراقبة المهاجم فراس البريكان، وتركوا الدوسري ويحيى يلعبان بحرية كبيرة، وهو ما تسبب في خطورة مستمرة.

فرص مهدرة

بعيدا عن سيطرة المنتخب السعودي، إلا أنه فشل في الخروج بنتيجة أكبر من هذه المباراة، بعد سلسلة من الفرص المهدرة وخاصة في الشوط الثاني.

الشوط الثاني على وجه التحديد، كان شاهدا على إلغاء هدف لأيمن يحيى، بالإضافة لإهدار نفس اللاعب لفرصة محققة، عندما وجد الكرة أمامه والمرمى خاليا، ولكنه قرر التسديد بعيدا.

ومع نزول عبد الله الحمدان، حصل على فرصة داخل منطقة الجزاء، وبدلا من أن يسدد أو يمرر، قرر التوغل بمنطقة الجزاء، ليجد أمامه العديد من المدافعين الذين منعوه من القيام بأي محاولة.

فضلا عن ذلك، فإن "الصقور" قاموا بتسديد العديد من الكرات القوية التي جاءت بعيدة عن المرمى، بالإضافة لقدرة الحارس على التصدي لأكثر من محاولة.

وإجمالا، سدد المنتخب السعودي 19 مرة على مرمى الضيوف، منها 7 تسديدات بين القائمين والعارضة، وهو ما يؤكد سهولة الوصول، ولكن دون استثمار جيد للفرص.