يخوض المنتخب السعودي مواجهة مكررة مع نظيره الياباني، في مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، عندما يحل ضيفا على الساموراي، الثلاثاء المقبل.
ويتقابل المنتخبان لحساب الجولة الثامنة من المجموعة الثالثة، والتي يتصدرها منتخب اليابان برصيد 19 نقطة، بينما يمتلك الأخضر 9 نقاط في المركز الثالث بفارق نقطة عن أستراليا الوصيف.

وتأمل كتيبة هيرفي رينارد مدرب السعودية، في تحقيق نتيجة إيجابية أمام اليابان، من أجل ضمان التقدم في حسابات التأهل المباشر للمونديال، والذي يشمل صاحبي المركزين الأول والثاني بالمجموعة، دون اللجوء للملحق والحسابات المُعقدة.

دروس مانشيني

سبق أن تقابل المنتخبان في الدور الأول على ملعب "الإنماء" في جدة، حيث كانت الهزيمة أمام اليابان حاضرة بنتيجة 2-0، في حقبة المدرب السابق الإيطالي روبرتو مانشيني.

وكانت تلك الهزيمة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأنهت علاقة مانشيني بالأخضر، وحملت تلك الخسارة دروسا مستفادة يجب على المنتخب السعودي بقيادة رينارد تداركها قبل مواجهة الإياب التي لن تكون سهلة.

لا مجال للأخطاء

الأخطاء الدفاعية تحديدا يعاقب عليها المنتخب الياباني منافسيه بشكل فوري، فهو يمتلك لاعبين لا يخطئون أمام المرمى، ويستغلون أنصاف الفرص للتسجيل.

والمعروف أيضا أن المنتخب الياباني يتميز بجماعية الأداء، ما يعني أن فرص التسجيل لا تأتي فقط من المهاجمين بل أن خلق الفرص يأتي من محاور عدة.

وإذا ما حافظ الأخضر على التماسك الدفاعي، ومنع الساموراي من الاقتراب لمناطق الخطورة فربما يحرمه من الوصول لمرمى نواف العقيدي.

ويمثل هذا الأمر أهمية كبرى إذ أن منتخب السعودية في لقاء جدة فشل في تحجيم خطورة المنتخب الياباني وأتاح له فرص التقدم وبناء الهجمات بأريحية، وهو الخطر الأكبر الذي يمكن أن يرتكبه أي منتخب يواجه اليابان، بعدم محاولة إفساد الهجمات مبكرا.

لذلك، فإن الضغط الدفاعي لا يتعلق بالخط الخلفي فقط، بل يتعين على جميع اللاعبين القيام به، بدءً من الهجوم، حتى لا يتمكن لاعبو الساموراي من بناء الهجمات بأريحية وخلق الثغرات التي تسفر عن أهداف.



وإذا كان منتخب اليابان متنوع الحلول، فإن الكرات العرضية سلاحا بالنسبة له من أجل التسجيل خاصة في ظل الاعتماد على طريقة 3-4-2-1 التي فيها يتقدم الظهيران دوان وميتوما مع وجود إندو وموريتا في العمق، لمتابعة الكرة الثانية مع استغلال مهارة كوبو في المواقف الفردية، وأيضا مينامينو اللاعب المحوري في أداء الهجوم.

وفي لقاء الدور الأول سجل منتخب السعودية هدفيه من كرات عرضية وهو ما يفرض ضرورة التعامل معها بحرص سواء التمركز في العرضيات أو غلق الأطراف من الأساس عن طريق الظهيرين.

حضور بدني

إذا كنت تظن أن المنتخب الياباني قد سلم الراية في أي وقت من المباراة أو ارتضى بالنتيجة فأنت مخطئ، فقد استطاع الساموراي التسجيل في أوقات متباينة من مباريات التصفيات، ولعل أوقات التسجيل تعكس حضور بدني قوي لهذا المنتخب المنظم.

واستطاع "الكمبيوتر الياباني" أن يسجل في لقاء جدة، بأول ربع ساعة، وأيضا خلال الربع ساعة الأخيرة، ما يعني أنه حاضر بشكل قوي بدنيا وذهنيا ولا يفوت فرصة للتسجيل.

المنتخب الذي سجل 24 هدفا واستقبل هدفين فقط، كأقوى هجوم وأقوى دفاع في التصفيات ككل، يجب أيضا على الأخضر بقيادة رينارد أن يكون سريعا في التحولات من الدفاع للهجوم حتى يتسن له التسجيل.

أيضا إهدار الفرص السهلة كان آفة واضحة لمنتخب مانشيني، خاصة أمام منتخبات يصعب الوصول لمرماها مثل المنتخب الياباني، فبالتالي لا يجب التسرع في إنهاء الكرة أو التخلص منها بما يهدر إمكانية التسجيل.

الفوز الخاطف؟

ربما يكون أفضل سيناريوهات رينار لتفادي سلبيات مانشيني، عدم لعب مباراة مفتوحة أمام اليابان، خاصة مع قوة المنافس وامتلاكه عناصر تساعده على أداء مباراة قوية بدنية على أرضه ووسط جماهيره.

وحال استطاع الأخضر بقيادة مدربه الفرنسي أن يضيق مساحات اللعب، ويبتعد عن الاستحواذ السلبي للكرة، فإنه قد يتمكن من فرض سيناريو مثالي، يمكنه من الخروج بنتيجة إيجابية.