خطف الإيطالي ماتيو ريتيجي، مهاجم أتالانتا، الأضواء هذا الموسم بعدما أثبت نفسه كأحد أبرز المهاجمين، رغم انضمامه للفريق كحل طارئ في بداية الموسم.
فبعد تتويجه بالدوري الأوروبي على حساب باير ليفركوزن (3-0)، ضرب أتالانتا موعدًا مع ريال مدريد في السوبر الأوروبي. لكن خلال فترة التحضير، تلقى المدرب جيان جاسبريني ضربة موجعة بإصابة مهاجمه الأساسي جيانلوكا ساكاماكا بتمزق في الرباط الصليبي، ما أدى إلى غيابه ستة أشهر على الأقل.
لم يتأخر أتالانتا في التحرك، وسرعان ما توصل إلى اتفاق مع جنوى لضم ريتيجي مقابل 22 مليون يورو، إضافة إلى 3 ملايين كمتغيرات، ليعزز هجومه سريعًا قبل انطلاق الموسم.
انطلاقة مذهلة خارج التوقعات
رغم التحديات، تأقلم ريتيجي بسرعة مع أسلوب جاسبريني، وساهم بشكل مباشر في نجاح الفريق هذا الموسم. سجل 9 أهداف في أول 10 مباريات، ليضع نفسه مبكرًا ضمن المرشحين للمنافسة على لقب هداف الدوري الإيطالي.
توالت أهدافه الحاسمة في مواجهات قوية أمام يوفنتوس ونابولي، ثم واصل تألقه بثنائية أمام كومو ورباعية في شباك هيلاس فيرونا، لينفرد بصدارة هدافي الكالتشيو.
وبعد 29 جولة، سجل 22 هدفًا في 27 مباراة، متقدمًا بفارق 7 أهداف عن أقرب منافسيه، مويس كين (15 هدفًا)، و9 أهداف عن ماركوس تورام نجم إنتر.
سباق الحذاء الذهبي يشتعل
لم يقتصر تألق ريتيجي على الدوري الإيطالي فقط، بل وضع نفسه ضمن المنافسين على الحذاء الذهبي الأوروبي، بجانب نجوم كبار مثل محمد صلاح وروبرت ليفاندوفسكي، وهاري كين.
ويحتل ريتيجي المركز الثاني في سباق الجائزة خلف صلاح، الذي يتصدر الترتيب بـ27 هدفًا (54 نقطة)، بينما سجل ريتيجي 22 هدفًا (44 نقطة)، متساويًا مع ليفاندوفسكي.
لكن المثير أن ريتيجي لعب 1680 دقيقة فقط، مقارنة بـ2575 دقيقة لصلاح و2106 دقائق لليفاندوفسكي، ما يجعله الأكثر كفاءة تهديفيًا بينهم.

مراقبة الكبار
مع استمرار تألق ريتيجي وتصدره قائمة هدافي الدوري الإيطالي، بدأت العديد من الأندية الكبرى في أوروبا بمراقبته عن كثب، وسط تقارير تربطه بإمكانية الانتقال إلى فريق أكبر في الصيف المقبل.
بحسب مصادر مقربة من سوق الانتقالات، فإن أندية مثل يوفنتوس، إنتر، وأتلتيكو مدريد تتابع اللاعب، بينما قد يدخل مانشستر يونايتد أو تشيلسي على الخط في ظل حاجتهما لمهاجم حاسم.
ما يزيد من جاذبية ريتيجي في السوق هو سعره المعقول نسبيًا مقارنة بمهاجمين آخرين في أوروبا، إضافة إلى قدرته على التكيف مع أنظمة لعب مختلفة، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا للفرق الباحثة عن هداف فعال دون إنفاق مبالغ ضخمة.
ومع تبقي 9 مباريات لكل من صلاح وريتيجي في الدوريين الإنجليزي والإيطالي، و11 مباراة لليفاندوفسكي مع برشلونة، يبقى سباق الحذاء الذهبي مفتوحًا على مصراعيه.
كما يظل كل من عثمان ديمبلي (باريس سان جيرمان) وهاري كين (بايرن ميونخ) في دائرة المنافسة برصيد 21 هدفًا (42 نقطة).
لكن بعيدًا عن الحذاء الذهبي، ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة أيضًا في تحديد مستقبل ريتيجي، إذ قد يفتح نجاحه هذا الموسم الباب أمام انتقاله إلى أحد عمالقة أوروبا في سوق الانتقالات الصيفية.
فهل يواصل ريتيجي تألقه وينجح في التفوق على صلاح وليفاندوفسكي، أم أن بقاءه في أتالانتا سيمنحه فرصة أكبر للنمو والتطور قبل خوض تجربة جديدة في نادٍ أكبر؟