جاء ظهور مايكل أوليسيه، نجم بايرن ميونخ، مع منتخب فرنسا، في الوقت المناسب، في ظل احتياج الفريق لبعض الإبداع.
وتقمص أوليسيه دور البطولة في تأهل منتخب فرنسا للدور قبل النهائي لبطولة دوري أمم أوروبا، عقب فوزه بركلات الترجيح 5 / 4 على ضيفه منتخب كرواتيا، بإياب دور الثمانية للمسابقة القارية على ملعب (دو فرانس).
وأحرز أوليسيه الهدف الأول لفرنسا من ركلة حرة، قبل أن يصنع الهدف الثاني لأصحاب الأرض، الذي أحرزه زميله عثمان ديمبلي، ليتقدم منتخب (الديوك) 2 / صفر في الوقت الأصلي، وهي نفس النتيجة التي انتصر بها المنتخب الكرواتي في لقاء الذهاب.
كان هذا هو أول هدف دولي لأوليسيه في مشاركته السادسة، حيث أظهر مهارة عالية بتسديد الكرة وبجانبه النجم كيليان مبابي، ووضعها ببراعة في الزاوية العليا للمرمى.
وواصل أوليسيه تألقه، حينما تبادل الكرة مع مبابي على حافة منطقة الجزاء قبل أن يمررها من خط التماس إلى ديمبلي بلمسة سحرية ليسجل الهدف الثاني لفرنسا في الدقائق الأخيرة من عمر الوقت الأصلي للقاء.
كاد أوليسيه أن يهيئ هدفًا آخر لفرنسا، بعدما اخترق دفاع كرواتيا ليمرر الكرة إلى برادلي باركولا، لكن حارس مرمى الضيوف تصدى لها ببراعة في الشوط الأول.
وبفضل انطلاقاته القوية، وقدرته على اختراق المساحات، وقراءته الماهرة للمباريات، من المتوقع أن يُثبت أوليسيه، صاحب القدم اليسرى، جدارته كلاعب أساسي في منتخب فرنسا الذي بدا أداؤه متذبذبا للغاية منذ كأس الأمم الأوروبية الأخيرة (يورو 2024)، التي استضافتها ألمانيا العام الماضي.
تطور طبيعي
ويبدو أن الحصول على مكان في التشكيلة الأساسية لمنتخب فرنسا يعتبر تطورا طبيعيا لأوليسيه، الذي يواصل مسيرته التصاعدية.
وبدأ اللاعب المولود في العاصمة البريطانية لندن، مشواره الاحترافي مع فريق ريدينج قبل 6 سنوات بعدما أمضى فترات في ناديي تشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيين.
لعب أوليسيه ثلاثة مواسم مع ريدينج، الناشط بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيون شيب)، واختير أفضل لاعب شاب بالمسابقة قبل انضمامه لفريق كريستال بالاس، المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز.
واتسم أول موسمين له مع الفريق الملقب بـ"النسور" بالثبات، لكنه حقق انطلاقة قوية الموسم الماضي بتسجيله 10 أهداف في 19 مباراة، لينتقل بعدها لبايرن ميونخ في صفقة بلغت قيمتها 60 مليون يورو (65 مليون دولار).

وواصل أوليسيه، 23 عاما، تسجيل الأهداف بغزارة مع بايرن، محرزا 8 أهداف في الدوري الألماني وخمسة أهداف أخرى في دوري أبطال أوروبا مع الفريق البافاري.
وسيسعى أوليسيه لتعزيز هذا الرصيد عندما يلتقي بايرن مع إنتر بدور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا الشهر المقبل، حيث يتطلع للاحتفال بالأهداف على طريقته المعهودة بوضع إصبع واحد على أذنه اليمنى وآخر على فمه.
كان أوليسيه أحد العناصر الأساسية في صفوف المنتخب الفرنسي الأولمبي تحت 23 سنة، الذي صعد للمباراة النهائية في منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس، قبل أن يخسر 3 / 5 أمام إسبانيا في ملعب حديقة الأمراء.
وخلال مشواره في أولمبياد باريس 2024، أحرز أوليسيه هدفين، وقدم 5 تمريرات حاسمة لزملائه.
التجربة الأفضل
وصرح أوليسيه في مقابلة حديثة مع مجلة (ليكيب) الفرنسية الرياضية: "لقد كانت الألعاب الأولمبية أفضل تجربة كروية في حياتي. لا أعرف إن كانت لدي شعبية كبيرة في فرنسا قبل ذلك، لكن الألعاب أتاحت للناس التعرف علي".
ولعب أوليسيه تحت قيادة المدير الفني تييري هنري، نجم آرسنال ومنتخب فرنسا السابق، الذي تولى تدريب منتخب الديوك الأولمبي في أولمبياد باريس.
وتحدث أوليسيه عن هنري، حيث قال: "لدينا فهم متشابه لكرة القدم. تعلمت أشياءً جديدة أدمجتها في أسلوب لعبي".
وسجل أوليسيه ظهوره الأول مرة مع منتخب فرنسا الأول في سبتمبر/أيلول الماضي أمام منتخب إيطاليا ببطولة دوري أمم أوروبا.
وقال أوليسيه "إنه لشرف عظيم أن أرتدي هذا القميص. أتذكر أول مرة اتصل بي فيها ديدييه ديشامب، كنت في غاية السعادة. إنه فريق جديد للغاية، ونريد الفوز بكل شيء معا".
وتعتبر قدرة أوليسيه على صناعة الألعاب ضروريةً للغاية لديشامب، خاصةً بعد اعتزال أنطوان جريزمان اللعب دوليا، كما يمكن أن تخفف هذه القدرة بعض العبء عن كاهل مبابي.
ويعد مبابي هو القائد المختار لهجوم منتخب فرنسا، لكنه يعاني حاليا من تراجع في مستواه مع الفريق، حيث لم يسجل أي هدف في سبع مباريات.
وربما يحاول مبابي القيام بالكثير، ولكن مع وجود أوليسيه في الفريق، يمكن لنجم ريال مدريد الإسباني التركيز بشكل أكبر على إنهاء الهجمات.