اطمئنوا المنتخب بخير وسنذهب للرياض للمنافسة على اللقب ، هكذا كانت تصريحات رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد بن حمد البوسعيدي الذي شدد خلالها على قدرة منتخب بلاده من العودة من الرياض باللقب الغائب منذ عام 2009 والذي تحقق في مسقط في تظاهرة كروية مازالت باقية في أذهان الوسط الرياضي العماني.
بيد أن تلك التطلعات مازالت محل جدل ، البعض مستندين في ذلك على النتائج المتواضعة للمنتخب خلال مرحلة الإعداد للبطولة ، بعدما خسر في مبارياته الأربعة التجريبية التي خاضها غير أن شريحة أخرى من الجماهير والمحللين اعتبرت أن المباريات الودية لا تعد معيارا مسبقا لمستوى الفريق في المنافسة الرسمية المقبلة وأن المنتخب يمتلك الإمكانيات التي تؤهله للوصول بعيدا في الاستحقاق الخليجي.
وقبل أيام قليلة تفصل مشاركة المنتخب العماني عن منافسات البطولة مازالت الجماهير العمانية تتغنى بإنجاز 2009 عندما اعتلى منتخبها الأول منصة التتويج لينادى به بطلا للخليج للمرة الأولى في تاريخه ، أملين العودة من السعودية بالكأس لمحو أثار الوداع المبكر في الدورتين الماضيتين في البحرين واليمن .
ويعد اللقب الخليجي في 2009 في تظاهرة النبض الواحد في مسقط الانجاز الوحيد للمنتخب العماني رغم بلوغه النهائي الخليجي مرتين في خليجي 17 بالدوحة والذي ناله المنتخب القطري وخليجي 18 في الإمارات والذي طلب ود أصحاب الأرض .
ونجح المنتخب العماني هذا الموسم من بلوغ نهائيات أمم أسيا المزمع إقامتها في استراليا مطلع السنة القادمة بعدما تسيد مجموعته وبسجل خال من الخسائر .
وواصل المنتخب العماني كفاحه لتحقيق حلم الوصول لمونديال البرازيل متخطيا كثيرا من العقبات وصولا للمحطة الأخيرة من التصفيات غير انه عجز من الحفاظ على تقدمه على الكنغر الاسترالي ليعود لمسقط بنقطة التعادل ليهدر أغلى فرص الوصول للمونديال ، ليوجه الأحمر دفته بعد ذلك نحو أمل بلوغ المونديال عبر المحلق غير أن خسارته من الأردن الذي استغل عاملي الأرض والجمهور رجح كفته لنيل تلك الفرصة التي تبخرت على يد الأرجواي .
ويحظى المنتخب العماني بحالة جيدة من الاستقرار الفني حيث تولى الفرنسي بول لوجوين مهمته في قيادة المنتخب منذ عام 2011 وهي المدة الأطول لأي جهاز فني تولى قيادة الأحمر الأمر الذي من البديهي أن يعود بالإيجاب على أداء المنتخب العماني .
ويتميز المنتخب العماني بالأداء المهاري الممتع لذا فقد أطلق عليه المحللون برازيل الخليج بيد أن العقم الهجومي الذي أصاب الفريق خلال الدورتين الخليجيتين الماضيتين في اليمن والبحرين كان ابرز الأسباب لوداعه المنافسة مبكرا من دورها الأول ومازال لوجوين في مساع حثيثة لعلاج هذه الآفة والتي شهدت انفراجه في مباراة المنتخب مع كوستاريكا بعد تسجيل ثلاث أهداف في مباراة واحدة .
ويعد خط الوسط ابرز خطوط المنتخب العماني بعدما وصل الانسجام لدرجة مثالية بين احمد كانو وعيد الفارسي ورائد إبراهيم بدعم من الطرف الأيمن لسعد سهيل والأيسر لعلي البوسعيدي غير أن المباريات الودية الأخيرة أظهرت معاناة حقيقة في خط الدفاع ، فدفع المنتخب ثمن أخطاء العويسي وعبد السلام عامر إضافة للتغطية العكسية المتأخرة من الطرفين سعد سهيل والبوسعيدي تزامنا مع بطء في التحول للحالة الدفاعية من بل لاعبي وسط الملعب .
وبالتطرق لنقاط القوة التي تمتع بها المنتخب العماني ، فنجد أن مهارة رائد ابراهيم ومجهوده الوفير ستتصدر المشهد وسيكون احد مصادر القلق للمنافسين فضلا عن استعادة المهاجم عماد الحوسني لقدر كبير من مستواه المعهود ، ومن المتوقع أيضا أن يكون لتصويبات عيد الفارسي والسيابي كلمتهما على ميدان الرياض .
وعن طريقة اللعب التي يطبقها المنتخب العماني فالمنتخب جرب العديد من طرق اللعب خلال المباريات الودية اثناء بحث لوجوين عن حل لمشكلة العقم الهجومي فلعب بطرية 4/5/1 في بادئ الأمر ثم بطريقة 4/4/2 بوجود مهاجمين صريحين إضافة لطريقة 4/3/3 مع تحولها لطريقة 3/4/2/1 عند الحالة الدفاعية بوجود الليبرو محمد المسلمي غير أن طريقة 4/4/2 بشكلها التقليدي هي الأقرب للتطبيق .
ويعاني الأحمر في كثيرا من المواجهات من عقدة الدقائق الأخيرة والتي يعود سببها لتراجع درجة تركيز لاعبيه .