تعاني الأندية اللبنانية أزمة كبيرة في مركز حراسة المرمى، فبعد أن كانت الكرة اللبنانية ولادة لحراس كبار، مثل: "سميح شاتيلا وعبد الرحمن شبارو ويوسف الغول وجهاد محجوب وعلي فقيه وزياد الصمد وأحمد الصقر ووسام كنج ومحمد الشريف"، تحول الحارس الجيد إلى عملة نادرة في الوقت الحالي.

ويبرز حاليًا من الحراس الأكفاء ما لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، كحارس منتخب لبنان الأول، مهدي خليل، وحارس الصفاء، علي حلال، وحارس العهد، محمد حمود، إلى جانب حارس الراسينج، محمد سنتينا، وحارس السلام زغرتا، مصطفى مطر، الذي أبدى رغبته في ترك اللعبة، ليسير على خطى حراس آخرين هجروا الكرة بحثًا عن لقمة العيش، مثل حارس العهد، حسن بيطار، وحارس الأنصار، لاري مهنا.

وكان الدوري اللبناني قد استقطب عدة حراس أجانب لامعين، كحارس الإخاء وشباب الساحل والمبرة العراقي، عامر عبد الوهاب، وحارس الأهلي صربا والنجمة السوري، ماهر بيرقدار.

لكن الاتحاد اللبناني لكرة القدم، فرض على الأندية منذ عام 1999 عدم ضم حراس أجانب، لزيادة الاعتماد على الحراس المحليين، وتعزيز قدراتهم وصقل خبراتهم، من خلال خوض المباريات والاحتكاك المستمر.



وقال الحارس الدولي السابق، علي فقيه، في تصريحات خاصة لـ"كووورة"، إنه يؤيد رفع الاتحاد لحظر التعاقد مع الحراس الأجانب، حيث سيؤدي ذلك إلى "منافسة إيجابية" بينهم والحراس المحليين، ما سيرفع المستوى ويطوره.

ومن جانبه، اعتبر الحارس الدولي السابق، أحمد الصقر، أن الكرة اللبنانية تفتقد للمواهب في مركز حراسة المرمى.

وأضاف لـ"كووورة": "من النادر أن نرى حارسًا جيدًا في عصرنا هذا، على عكس ما كانت عليه الكرة اللبنانية في التسعينات، حين كان المدرب سكوبلار في كأس آسيا 2000 في حيرة من أمره، لاختيار حراس المنتخب لبنان.. حاليًا لا أرى سوى مهدي خليل كحارس جيد يمكنه حماية عرين المنتخب، ولا يوجد له بديل".

وعن قطبي الكرة اللبنانية، يرى الصقر أن الحارس الدولي، عباس حسن، قد يضيف شيئًا للنجمة إذا استعاد جاهزيته.

وفي المقابل، يعتبر الصقر أن الأنصار، الذي كان يملك عددًا وفيرًا من الحراس، يحتاج حاليًا لحارس مرمى يحظى بإمكانيات أعلى من حسن مغنية.

وختم حديثه برسالة للأندية اللبنانية، بأن تهتم بحراسها الناشئين، باعتبار أهمية هذا المركز في الملعب، رافضًا إعادة الحراس الأجانب للدوري المحلي.

ومن جهته، قال اللاعب الدولي السابق، ناصر بختي، إن الجيل الذهبي لمركز حراسة المرمى في لبنان، لا تصح مقارنته إطلاقًا مع الجيل الحالي، مشيرًا إلى عدم وجود أي شبه بين "سميح شاتيلا ومحمد الشريف وعبد شبارو وزين هاشم" والحراس الحاليين.

ويقول بختي: "في السابق كان حارس المرمى عبارة عن فكر وذكاء.. أما اليوم فهو عبارة عن لياقة وجزء من منظومة الفريق، ومع اختلاف الوضع نرى المتطلبات كبيرة لبناء جيل من الحراس الكبار".

ووصف الحراس التاريخيين بـ"العمالقة"، مشيدًا بحارس منتخب لبنان الحالي، مهدي خليل، الذي "لا يوجد له بديل، سوى بعض الحراس الشباب واليافعين، مثل علي حلال ومحمد طه"، على حد قوله.