وكان السيناريو يتكرر بهذه الطريقة، تبدأ المكسيك البطولة بآمال عريضة وتتخطى دور المجموعات بسهولة لكنها تفقد أعصابها وتخسر في مواجهة دور الستة عشر.
وكانت نسخة 2014 نموذجا واضحا لهذا حيث ظل منتخب المكسيك متقدما على هولندا في دور الستة عشر حتى الدقيقة 88، قبل أن تمنى شباكه بهدفين متتاليين ليخسر في النهاية 2-1.
وفي نسخ سابقة خسرت المكسيك في دور الستة عشر أيضا أمام الأرجنتين مرتين وأمام بلغاريا بركلات الترجيح.
وحدث نفس الأمر أمام ألمانيا التي ظلت متقدمة بهدف حتى منتصف الشوط الثاني تقريبا إضافة إلى الهزيمة المؤلمة أمام الجارة الولايات المتحدة.
لكن الفوز المثير الذي حققته المكسيك أمس الأحد على ألمانيا بطلة العالم يشي بأن هذا المنتخب يملك مقومات نفسية وذهنية أعلى من التشكيلات السابقة للمنتخب، الأمر الذي ربما يؤهله لتخطي هذه العقدة.
وقال المدرب خوان كارلوس أوسوريو، أمس الأحد "قدمنا أداء جيدا جدا وتعاملنا باحترافية، عملنا على رفع مستويات اللياقة النفسية للاعبين بمختلف الوسائل".
ولعب أوسوريو، وهو تاسع مدرب للمكسيك منذ كأس العالم 2006، نفسه دورا كبيرا في هذا النهج حيث حاول حماية لاعبيه من الضغط الكبير الذي مارسته وسائل الإعلام المكسيكية.
وقال "كل هذا الضغط كنت أتحمله وحدي لكي يستمتع اللاعبون بكرة القدم، إذا فزنا فإن الفضل يعود إليهم وإذا خسرنا فأنا الذي أتحمل اللوم... هذا هو عالم كرة القدم".
وعانى أوسوريو بالتأكيد خلال فترة السنوات الثلاث التي تولى فيها تدريب المنتخب خلفا للسويدي سفين جوران إريكسن والتي وصفها بانها "غريبة".
ونجا أوسوريو من الإطاحة به بعد الخسارة الكبيرة أمام تشيلي 7-صفر في كوبا أمريكا قبل عامين.
كما تعرض لانتقادات بسبب تطبيق سياسة التناوب بين لاعبي المنتخب في كأس القارات العام الماضي خاصة في أعقاب الفوز الباهت على نيوزيلندا، والخسارة الكبيرة أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي.
لكن المكسيك عبرت تصفيات البطولة الحالية بشكل سلس للغاية، وهو ما يتناقض تماما مع ما كانت عليه في 2014 حين كانت على وشك الخروج من التصفيات المؤهلة لنسخة البرازيل.
وقال لاعب الوسط رافائيل ماركيز الذي يشارك للمرة الخامسة في كأس العالم "إنه (أوسوريو) أكثر من يستحق هذا الفوز، عمل بجد وعانى كثيرا ولم يكن يحظى بثقة الكثيرين باستثنائنا نحن، لقد خطط لهذه البطولة بشكل رائع".