الجوهري الذي فاز بالبطولة كلاعب عام 1959 كان يواجه في تلك الفترة، حملات تشكيك واسعة، فمنذ إنجازه بالتأهل لمونديال 1990، لم يحقق المنتخب النتائج المتوقعة في عدة بطولات، ورحل الجوهري مرتين ثم عاد لتولي المهمة، لكن هذه الأجواء رسمت طريق حصد لقب غالي وغائب وتاريخي للمنتخب المصري.
رحلة الصعود
لم يكن تصريح الجوهري مجرد محاولة لمسايرة انتقادات الرأي العام الكروي، بل كانت نظرية ذكية من الجنرال الراحل، لرفع الضغوط عن لاعبيه، بعدما جدد دماء المنتخب، واعتمد على عدد من اللاعبين المميزين صغار السن.
واستند الجوهري إلى صعوبة مشوار التأهل للكان، فالمنتخب المصري تأهل بفارق نقطة واحدة عن السنغال وحصد 9 نقاط من 6 مباريات بالفوز مرتين فقط على السنغال وإثيوبيا في القاهرة وفشل في الفوز خارج أرضه في 3 مباريات، وحل وصيفًا خلف المغرب.
وزادت الأمور تعقيدًا بعدما تلقى المنتخب هزيمتين أمام الجزائر وديًا قبل البطولة، وبدأت الانتقادات تتزايد في وجه الجوهري لتمسكه بالاعتماد على حسام حسن رغم تقدم عمره وتخطيه 30 عامًا.
المنتخب يحكم الأدغال
على النقيض تمامًا، ظهر منتخب مصر بحالة جماعية رائعة في البطولة، فالمنتخب باغت الجميع بأداء رائع وظهر بـ "نيولوك" بعدما قام عدة لاعبين بحلاقة رأسهم "زيرو".
وكانت البداية تبدو سهلة إلا أن تعادل المغرب مع زامبيا بنفس المجموعة قبلها بيوم، زاد الضغط على المنتخب المصري، لكنه حقق فوزًا في المتناول على موزمبيق بثنائية حسام حسن.
وجاء اللقاء الثاني أمام زامبيا حاملًا مخاوف عديدة، خاصة أن الرصاصات النحاسية أطاحت بالفراعنة من ربع نهائي أمم أفريقيا 1996، لكن المنتخب المصري رد بقوة برباعية نظيفة، سجل منها حسام حسن هاتريك وياسر رضوان، وضمن الفراعنة التأهل.
وحاول المنتخب المصري كسر عقدة المغرب في الجولة الثالثة، لكن التفوق كان من نصيب الأسود بهدف رائع للنجم مصطفى حجي.
واحتل المنتخب المصري وصافة المجموعة الرابعة، لكن هذه الوصافة أبعدت الفراعنة عن منتخب جنوب أفريقيا حامل اللقب.

ولعب منتخب مصر في دور الثمانية ضد كوت ديفوار في مواجهة كانت قوية وصعبة انتهت بالتعادل دون أهداف على مدار 120 دقيقة، وفاز الفراعنة بضربات الترجيح (5-4) بعد تألق الحارس نادر السيد.
ربع نهائي البطولة شهد خروج المنتخبات العربية عدا مصر، فالمنتخب المغربي ودع على يد جنوب أفريقيا، كما أن منتخب تونس خسر أمام بوركينا فاسو صاحب الضيافة بركلات الترجيح.
ونجح منتخب مصر في إقصاء بوركينا فاسو في عقر داره بثنائية نظيفة سجلها حسام حسن، ثم حقق الفراعنة اللقب بعد التغلب على جنوب أفريقيا بثنائية أحمد حسن وطارق مصطفى.
انتفاضة حسام.. وعروض احتراف بالجملة
انتفض حسام حسن في هذه البطولة وحصد لقب هداف الكان برصيد 7 أهداف، كما أنه رد بقوة على المشككين في مستواه.
وسيطر الفراعنة على منتخب البطولة بانضمام الثلاثي نادر السيد حارس المرمى وحسام حسن ومحمد عمارة.
وساهمت هذه البطولة في احتراف عدد من اللاعبين، وانتقل سمير كمونة ومحمد عمارة للدوري الألماني، كما انضم عبد الظاهر السقا للدوري التركي، بجانب محمد يوسف ومدحت عبد الهادي وأسامة نبيه وأحمد حسن بخلاف انضمام طارق مصطفى للدوري السويسري.