منتخب البرتغال الذي تعاقبت عليه أجيال وأجيال من النجوم، على رأسهم أوزيبيو، روي كوستا، لويس فيجو، والأسطورة كريستيانو رونالدو، لم يستطع طوال مسيرته أن يحقق أي لقب قاري، حتى جاء إيدير ليفك لعنة الكؤوس ويمنح بلاده لقبها الوحيد في اليورو.
ويرصد كووورة خلال سلسلة "ضربة حظ"، الضوء على مجموعة من اللاعبين الذين خلدوا أسمائهم مع أنديتهم أو منتخبات بلادهم بضربة حظ، وخلال هذا الحلقة نتحدث عن النجم إيدير.

استدعاء إيدير إلى قائمة البرتغال للمشاركة في البطولة كان محل شك منذ البداية، قبل أن يستقر فرناندو سانتوس المدير الفني على ضمه في نهاية الأمر، حيث كان وقتها مهاجم سوانزي سيتي.
وكان إيدير مكروهًا بالنسبة لجماهير البرتغال، والتي أطلقت ضده صافرات الاستهجان خلال مباراة ودية ضد بلجيكا قبل البطولة، نظرًا لاعتماده على قوته البدنية فقط وعدم مواجهة المرمى، بخلاف ما اعتاد الجمهور على
وجود لاعبين موهوبين.
وشارك إيدير في المباراة الافتتاحية، ضد إيسلندا كبديل لمدة 6 دقائق، ونفس الأمر في المباراة الثانية ضد النمسا لكن لمدة 7 دقائق.
المشاركة الثالثة لإيدير كانت في النهائي ضد فرنسا في الدقيقة 79 بدلا من ريناتو سانشيز، في تشكيلة كانت تفتقر لخدمات النجم الأول والقائد كريستيانو رونالدو الذي تعرض للإصابة في الدقيقة 25.
ونجح إيدير في تدوين اسمه في تاريخ البرتغال بتسجيله هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 109، ليمنح النجمة الأولى للبرتغال.
والجدير بالذكر أن هذا الهدف كان الأول لإيدير بقميص البرتغال في مباراة رسمية، حيث سجل قبله 3 أهداف أخرى أحرزها في مباريات ودية ضد إيطاليا والنرويج وإستونيا.
نبوءة رونالدو

كريستيانو رونالدو الذي خرج مُصابًا في الركبة اليسرى، بعد احتكاك قوي مع لاعب الديوك ديميتري باييت، قام بدور كبير على مقاعد البدلاء لتحفيز زملائه خلال المباراة النهائية.
وقال إيدير عقب المباراة: "أخبرني رونالدو أنني سأسجل هدف الفوز للبرتغال، حيث شجعني ومنحني دفعة قوية، وهذا الهدف كان بمثابة تتويج لجهودنا طوال البطولة، فزنا باللقب، وأعتقد أن الشعب البرتغالي يستحق هذا الإنجاز".
ومنح هذا الهدف الذهبي البرتغال أول لقب لبطولة قارية في تاريخها، ووضع حدًا لـ10 هزائم متتالية ضد فرنسا منذ عام 1975.
مسيرة متواضعة

بدأ إيدير صاحب الـ32 عاما حاليًا، مسيرته ضمن صفوف توريزينسي عام 2007 بدوري الدرجة الثالثة البرتغالي، ثم أكاديميكا، قبل الانتقال لسبورتنج براجا عام 2012.
وخاض إيدير مسيرة احترافية عام 2015 في صفوف سوانزي سيتي، ولعب الموسم التالي لليل الفرنسي على سبيل الإعارة، ثم خرج لإعارة أخرى لصفوف لوكوموتيف موسكو الروسي عام 2017، وهو النادي الذي ضمه بشكل نهائي في صيف 2018.
وحتى مع المنتخب البرتغالي، لم يكن له دور عقب يورو 2016، ولم يشارك في كأس العالم للقارات في العام التالي، ولا في نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، ولا دوري الأمم الأوروبية في 2019.