شهدت كرة القدم الأردنية نقلة نوعية لافتة، عندما تولى المرحوم المصري محمود الجوهري دفة قيادة منتخب النشامى، وقاده للتأهل لأول مرة في تاريخه، إلى نهائيات كأس آسيا في الصين 2004.
وكان التأهل لنهائيات آسيا، بمثابة الحلم الذي طالما راود عشاق الكرة الأردنية، ليتوج ومن بعد انتظار طويل، إلى حقيقة بفضل خبرة وبراعة الجوهري والمواهب الساطعة التي اعتمد عليها في إنجاز المهمة التاريخية.

ويسلط موقع كووورة ضمن سلسلة "رحلة جيل"، الضوء على كوكبة اللاعبين الذين ساهموا في صناعة التاريخ للكرة الأردنية.

ضربة معلم



وصفت الصحافة الأردنية المفاجأة السارة التي أعلن عنها الاتحاد الأردني عام 2002، بالتعاقد مع الاسم الكبير في عالم التدريب محمود الجوهري كمدير فني للنشامى، بـ"ضربة المعلم".

وعمل الجوهري كمخطط ومدير فني بالوقت نفسه، حيث امتلك كافة الصلاحيات لتطوير الكرة الأردنية وتطبيق كل ما يراه مناسبا.

وارتكز الجوهري في تنفيذ مهمته على جيل موهوب، فسعى إلى غرس كل ما يدور برأسه من أفكار فنية وتكتيكية في عقول اللاعبين، وعمل على تعزيز عنصر الانسجام فيما بينهم داخل أرض الملعب، ليقدم هذا الجيل أفضل النتائج المقرونة بأجمل أداء.

وكان الجوهري حريصا على المشاركة في كافة البطولات، كمسابقة غرب آسيا وخوض العديد من اللقاءات الودية مع أقوى المنتخبات، حيث كان يؤمن أن الاحتكاك مع المنتخبات القوية يطور أداء النشامى.

وقاد الجوهري النشامى إلى نهائي بطولة غرب آسيا التي أقيمت في سوريا 2002، وشكلت له فرصة للتعرف على قدرات اللاعبين، ومعرفة أخطائهم وتصحيحها أملا في الوصول بالمنتخب إلى قمة الجاهزية، وبما يعزز فرصته في بلوغ نهائيات آسيا بالصين 2004.

جيل الجوهري



يمكن إطلاق "جيل الجوهري"، على اللاعبين الذين مثلوا منتخب الأردن مع بداية الألفية الثانية.

وحافظ الجوهري على استقرار تشكيلة منتخب الأردن منذ البداية، مع بعض التغييرات التي كان يجريها بين الفنية والأخرى وفقا لما تفرضه المستجدات.

وكان الجوهري يؤمن بأهمية الاعتماد على الوجوه الشابة الممزوجة بعناصر الخبرة، وبحيث يحافظ على حيوية المنتخب وقدراته الفنية.

وأعلن الجوهري عن أول تشكيلة للمنتخب بعهده حيث استبعد عديد من الوجوه المخضرمة، ويومها ضمت القائمة: عامر شفيع، لؤي العمايرة، فراس طالب لحراسة المرمى، وهيثم سمرين، حاتم عقل، محمد زهير، خالد سعد، محمد منير، بشار بي ياسين، فيصل ابراهيم لخط الدفاع.

واعتمد في الوسط على: عبد الله أبو زمع، خالد نمر، محمد جمال، أشرف شتات، عامر ذيب، أنس الزبون وطارق فيصل، انزور نفش، وفي الهجوم تواجد كل من مؤيد سليم، محمود شلباية، عادل أبو هضيب، عبد الهادي محارمة.

وأجرى الجوهري تعديلات طفيفة بعد ذلك وفقا لرصده المتواصل للمسابقات المحلية، حيث كان يسعى دائما للحفاظ على الهيكل الرئيسي للمنتخب، فاستقطب حسونة الشيخ ورأفت علي وغيرهما.

إنجاز كبير

ويعتبر هذا الجيل من اللاعبين، أحد أفضل أجيال الكرة الأردنية، حيث شهد الأداء تحسنا ملحوظا وكان ممزوجا بالتكتيك المدروس.

وبلغ الأردن بعهد الجوهري نهائيات كأس آسيا 2004، بعدما اجتاز التصفيات عن المجموعة الرابعة، حيث استقر ثانيا وتأخر بفارق الأهداف فقط عن المتصدر المنتخب الإيراني ولكل منهما 15 نقطة.



ولم يكتف هذا الجيل الموهوب بالمشاركة في نهائيات كأس آسيا، بل تجاوز الدور الأول في أول ظهور له، عندما حل ثانيا في المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط، وخلف المتصدر منتخب كوريا الجنوبية 7 نقاط.

وخرج منتخب الأردن من نهائيات آسيا مرفوع الرأس، حيث خسر على يد المنتخب الياباني في دور الثمانية وبفارق ركلات الترجيح المثيرة للجدل، بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل (1-1).