ويقدم "كووورة " خلال السطور التالية، الحلقة الثانية من سلسلة "ريمونتادا"، المكونة من 8 حلقات على مدار شهر رمضان المبارك، بواقع حلقتين أسبوعيا، يومي الأحد والثلاثاء.
وسيتم الحديث خلال هذه السلسلة عن المعاناة التي مر بها أهم نجوم الدوري السعودي من المحترفين المسلمين، قبل أن يتجاوزوا هذه المحن ويحققوا الإنجازات، وسيكون بونو نجم الحلقة الثانية من "ريمونتادا".
الحلقة الأولى: ريمونتادا.. بنزيما "سلاح متعدد" وحد صفوف العالم
القدر يكافئ الحارس الشاب
تدرج بونو في بداية مسيرته بالفئات السنية لنادي الوداد البيضاوي خلال الفترة من 1998 حتى 2009، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول عام 2010.
لكن بونو، فشل في الحصول على فرصة حقيقية، وظل حبيسا لمقاعد البدلاء، بسبب وجود الحارس الدولي نذير المياغري.
ورغم ذلك، واصل بونو الذي كان يبلغ من العمر 20 عاما آنذاك، الاجتهاد والعمل، حتى قرر القدر مكافأته على صبره المستمر، بالمشاركة في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا ضد الترجي في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بسبب إصابة المياغري.
رحلة صعبة
رفض بونو أن يسلك طريق العديد من اللاعبين الذين تألقوا في الملاعب الأفريقية، وقرر الخروج إلى الملاعب الأوروبية في صيف 2012، متجها إلى الفريق الثاني لأتلتيكو مدريد والذي يشارك في دوري الدرجة الثالثة الإسباني.
بونو قرر خوض هذا التحدي الصعب، واستطاع بالفعل أن يتألق مع الفريق الثاني للأتليتي، لينضم بعدها للفريق الأول عام 2013، ولكنه عانى من التواجد على مقاعد البدلاء، بسبب وجود الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
ووصل الأمر إلى عدم مشاركته في أي مباراة خلال موسم 2013-2014، ليقرر خوض تحدٍ صعب، وهو الرحيل معارا صوب ريال سرقسطة، لمدة موسمين، بداية من صيف 2014.
ورغم أن سرقسطة كان يشارك في دوري الدرجة الثانية آنذاك، إلا أن بونو كان هدفه الأساسي هو المشاركة دون توقف، وبالفعل أظهر موهبته مرة أخرى للجميع.
وعقب نهاية فترة إعارته، قرر الانضمام لجيرونا، نهائيا، بداية من صيف 2016، وساهم في صعود الفريق للمشاركة في الليجا للمرة الأولى بالتاريخ، لتبدأ رحلته في مواجهة النجوم الكبار (2017-2018).
إحباط يتبعه انفجار
هبط نادي جيرونا لدوري الدرجة الثانية عقب نهاية موسم 2018-2019، ليقرر بونو الرحيل معارا، صوب نادي إشبيلية الذي مهد طريقه نحو سطوع نجمه في سماء الكرة العالمية.
لكن خطوة إشبيلية لم تكن سهلة بالنسبة للحارس المغربي، حيث وافق على الجلوس بديلا لتوماس فاتشيلك، ولكنه استطاع أن يحصل على الفرصة في الجولات الأخيرة بموسم 2019-2020.
وأمسك الأسد المغربي بهذه الفرصة بكل ما أوتي من قوة، وأصبح بالفعل حارس إشبيلية الأساسي، وتمكن من تقديم مباريات خيالية على المستويين المحلي والأوروبي.
وفي موسم 2020-2021، دون بونو رقما تاريخيا، حيث أصبح أكثر حارس يحافظ على نظافة شباكه في تاريخ مشاركات الفريق الأندلسي بالليجا، بواقع 557 دقيقة متتالية، محطما رقم الحارس البرتغالي السابق بيتو (516).
وكان موسم 2021-2022، شاهدا على انفجار موهبة بونو، بالحصول على أفضل حارس مرمى في الليجا، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الحراس العرب، كما أنه أصبح ثاني أفريقي يحقق الجائزة، بعد الكاميروني جاك سونجو، رفقة ديبورتيفو لاكورنيا (1996-1997).
بونو يخطف أنظار العالم
بعيدا عن تحقيق جائزة أفضل حارس في الليجا، فقد تمكن بونو من قيادة إشبيلية نحو التتويج بالدوري الأوروبي خلال نسختي 2019-2020 و2022-2023.
وعلى المستوى الدولي، كان بونو أحد أهم الركائز الأساسية التي قادت المغرب نحو أكبر إنجاز في تاريخ العرب والأفارقة ببطولة كأس العالم، بتحقيق المركز الرابع في نسخة 2022، بعد التفوق على العديد من المنتخبات الكبرى، أمثال بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
وتصدى بونو للعديد من الكرات الصعبة خلال البطولة المونديالية، بالإضافة إلى 3 ركلات ترجيح أمام إسبانيا في الدور ثمن النهائي، ليحقق لاحقا المركز الثالث في جائزة الكرة الذهبية لاختيار أفضل حارس لعام 2023.
وساهم تألق بونو في ارتفاع أسهمه في الملاعب الأوروبية، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام لريال مدريد في صيف 2023، بعد إصابة البلجيكي تيبو كورتوا بقطع في الرباط الصليبي.

ولكن الريال اتجه بعدها لضم الإسباني كيبا أريزابالاجا، فيما انضم بونو لصفوف الهلال، ليكتب التاريخ مجددا، بحصد جائزة أفضل حارس في دوري روشن خلال الموسم الماضي.
فضلا عن المشاركة في إنجاز تاريخي، متمثل في فوز الهلال خلال 34 مباراة تواليا في مختلف المسابقات، وهو رقم غير مسبوق على مستوى أندية العالم.
ورغم تراجع مستوى الهلال هذا الموسم، إلا أن بونو يبقى بعيدا عن الانتقادات، بسبب مستواه الرائع وقدرته على كسب احترام الجميع.
وبالتالي، تحول بونو من حارس بديل عاش الكثير من المراحل الصعبة، إلى أحد أفضل وأكثر الحراس تقاضيا للأجور، ليجبر العالم على احترامه وتقديره.
أجواء رمضان
يعد بونو أحد أشهر اللاعبين العرب الذين تواجدوا في الملاعب الأوروبية، وكان يحرص دائما على تهنئة متابعيه عبر حساباته الرسمية بحلول شهر رمضان.
وقال بونو في تصريحات سابقة: "أمتلك الكثير من الذكريات مع رمضان، فهو شهر مميز بالنسبة لي ولجميع المسلمين، لأنني أقضي معظم الأوقات مع العائلة والأصدقاء".
وتابع: "شهر رمضان، فرصة كبيرة للانتظام بصورة أفضل في الصلوات، بالإضافة إلى الصوم وقراءة القرآن، فهي أشياء رائعة، وتجعلني هادئا وأشعر بالطمأنينة".
وأتم: "صحيح أن درجة الحرارة أحيانا ما تكون مرتفعة في هذا الشهر، ولكنني أواصل العمل بنفس الوتيرة، وأقوم بتنظيم وقتي من خلال النهوض مبكرا للسحور وأداء التدريبات بشكل سليم".
وبجانب الأجواء الرمضانية، فإن بونو يمتلك جوانب إنسانية رائعة، حيث يشارك دائما في العديد من النشاطات الخيريةـ وتمويل مبادرات الرعاية الصحية في المناطق الريفية بالمغرب.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي