في كرة القدم، أن تمتلك هداف الدوري الذي تلعب فيه، فهذا حلم يراود أي جمهور، وأن يكون هو نفسه بين أفضل هدافي العالم، فهو حلم أقرب إلى الخيال.
أما أن تمتلك الهداف التاريخي لكرة القدم، فهذه أسطورة لا تتكرر، لا يحمل اسمها في الوقت الحالي، وربما لبعد سنوات طويلة، إلا كريستيانو رونالدو.

رونالدو "عالة"

قبل أشهر قليلة، لو أخبرك أحدهم أن مشجعًا سيهاجم كريستيانو رونالدو، ويصفه بأنه "عالة" على الفريق، لاعتبرت أن من يتحدث، لا يقصد إلا المزاح.

لكن في الأيام الأخيرة، تحولت تلك المزحة إلى حقيقة، بعدما تعرض رونالدو لهجمات قوية من قبل بعض جماهير النصر، التي وصفته بأنه "عالة" على الفريق.

ولم تظهر تلك الانتقادات بقوة سوى بعد التعاقد مع المهاجم الكولومبي جون دوران من أستون فيلا في يناير/كانون ثان الماضي، لا سيما بعد أن سجل 4 أهداف بأول مباراتين له في دوري روشن.

وتزايدت تلك الانتقادات مع تردي النتائج، والخسارة أمام الاتفاق 2-3، ثم العروبة 1-2، والابتعاد بشكل كبير عن المنافسة على لقب الدوري السعودي.

هداف الدوري السعودي



يبدو أن من يطلق تلك الاتهامات، لم يشاهد ما فعله رونالدو مع النصر في الموسم الماضي، حين حصل على لقب هداف الدوري، بعدما سجل 35 هدفًا في 31 مباراة فقط شارك فيها.

النجم البرتغالي كان أيضًا الأكثر صناعًة للأهداف في النصر برصيد 11 تمريرة حاسمة، بفارق تمريرتين فقط عن رياض محرز نجم الأهلي، الأكثر صناعةً للأهداف في الدوري.

ومع ذلك، خسر النصر، اللقب، لصالح الهلال بفارق 14 نقطة كاملة، ولم يكن السبب رونالدو بكل تأكيد، بل كان سوء التنظيم الدفاعي للفريق الذي لم يحافظ على نظافة شباكه سوى 9 مرات.

ولم يتوقف رونالدو عن الإبهار في الموسم الحالي، فهو أيضًا هداف الدوري السعودي برصيد 17 هدفًا، ورابع هدافي دوري النخبة الآسيوي، بفارق هدف وحيد خلف ثلاثي المقدمة، سالم الدوسري وجاسير أساني وأندرسون لوبيز، رغم أنه لعب 5 مباريات فقط.

ماذا يفعل النصر بدون رونالدو؟



في الموسم الحالي، غاب رونالدو عن النصر في 6 مباريات، لم يحقق "العالمي" الفوز سوى في واحدة منها، كانت ضد الحزم الذي يلعب في دوري يلو، مقابل 4 تعادلات وهزيمة.

وإذا حذفنا أهداف رونالدو، فإن النصر سيفقد 9 نقاط كاملة، أي أن رصيده كان سيصبح 38 نقطة يحتل بها المركز السابع في جدول الترتيب، بدلًا من الرابع.

وأسهمت أهداف النجم البرتغالي في تعادل النصر مع الرائد بالجولة الأولى، والفوز عليه في الجولة 18، وكذلك في الفوز على الشباب وضمك والخليج في الجولات 7 و12 و16.

وبدون تلك الأهداف، كان النصر سيخسر أمام الرائد في الجولة الأولى، بينما كان سيتعادل معه في الجولة 18، وكذلك مع الشباب وضمك والخليج. 

أسطورة الفرص الضائعة



يعتمد البعض في مهاجمة رونالدو على معدل إهدار الفرص، فبحسب رابطة الدوري السعودي، أضاع النجم البرتغالي 13 فرصة كبيرة في الموسم الحالي من دوري روشن.

لكن الغريب أن من ينقل تلك الإحصائية، لم يكشف أن رونالدو هو صاحب المركز الخامس في قائمة أكثر اللاعبين إضاعة للفرص الكبيرة هذا الموسم، بفارق كبير عن صاحب الصدارة.

ويتقدم على رونالدو، 4 لاعبين، في مقدمتهم جوليان كينونيس الذي أهدر 23 فرصة، وإيفان توني الذي أضاع 20، وعبد الرزاق حمد الله وماركوس ليوناردو بـ 14 فرصة مهدرة، بينما يتساوى معه كريم بنزيما وأوباميانج بإهدار 13 فرصة كبيرة. 

تلك الأسماء التي أضاعت أكثر من رونالدو أو مثله، هي التي تنافسه على لقب هداف الدوري، وهو يتفوق عليها جميعًا في عدد الأهداف المسجلة، ولا يتفوق على أي منهم في عدد الفرص المهدرة.

وهذه هي كرة القدم، لا يمكن لأي لاعب أن يسجل كل الفرص التي تُتاح له، فهو يسجل ويهدر، ولكن رونالدو يتميز بأنه سجل أهدافًا أكثر من الفرص المحققة التي أهدرها، ولم يفعل ذلك معه من هدافي المسابقة سوى بنزيما وليوناردو.

حتى جون دوران الذي كانت الجماهير تهاجم رونالدو بسببه، أهدر 4 فرص محققة في مباراة الاستقلال بدوري النخبة الآسيوي، ليس لكونه لاعبًا سيئًا، ولكن لأن المهاجم يسجل ويهدر. 

فخ مانشستر يونايتد



المعضلة التي وقع فيها بعض جماهير النصر في الفترة الحالية، سبق وأن سقط فيها بعض جماهير مانشستر يونايتد عند امتلاك رونالدو بين عامي 2021 و2022.

في بداية موسم 2021-2022، عاد رونالدو إلى اليونايتد، ليسجل 24 هدفًا في 38 مباراة، بمعدل هدف كل 133 دقيقة، منها 18 هدفًا في الدوري الإنجليزي، احتل بها المركز الثالث في قائمة الهدافين.

وعلى الرغم من تلك الأرقام، هاجمت بعض الجماهير الحمراء، النجم البرتغالي، ووصفته بأنه "عالة" على الفريق، لا سيما بعد مشاكله مع المدرب الهولندي إيريك تين هاج، ليرحل في منتصف موسم 2022-2023 نحو صفوف النصر.

وبينما كان رونالدو يسجل 14 هدفًا مع النصر في 16 مباراة فقط، ويحتل المركز الخامس بقائمة هدافي الدوري في نصف موسم، كان اليونايتد يبدأ معاناة جديدة على المستوى التهديفي.

وفي ذلك الموسم، سجل راشفورد 30 هدفًا بكل المسابقات، في 56 مباراة، بمعدل هدف كل 143 دقيقة، أي أن رونالدو تفوق عليه بمعدل 10 دقائق لكل هدف.

وبدأت المعاناة تظهر في الموسم التالي، حيث كان هداف الفريق هو راسموس هويلوند برصيد 16 هدفًا فقط، سجلها في 43 مباراة، بمعدل هدف كل 193 دقيقة.



وفي الموسم الحالي، بلغت المعاناة أشدها، حيث لم يسجل هداف الفريق، برونو فيرنانديز، سوى 11 هدفًا، في 40 مباراة كاملة، بمعدل هدف كل 313 دقيقة.

الآن، سجل رونالدو 44 هدفًا للنصر في 45 مباراة بالموسم الماضي، بمعدل هدف كل 90 دقيقة، و25 هدفًا خلال 30 مباراة في الموسم الحالي، بمعدل هدف كل 105 دقائق.

وعلى جماهير النصر ألا تسقط في الفخ الذي سقطت فيه جماهير اليونايتد، حين ركزت جهودها على هدم أهم أعمدة الفريق بدلًا من دعمه. 

والآن أصبح مانشستر يونايتد بلا هداف، وبدلًا من المنافسة في دوري أبطال أوروبا، أصبح ينافس للابتعاد عن مراكز الهبوط في البريميرليج.

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي