دائما ما ترسم المباريات الكبرى طريق العديد من الصراعات، المتمثلة في المنافسة على الألقاب، وخاصة خلال الموسم الحالي من الدوري السعودي للمحترفين.وينطبق هذا الأمر على ديربي جدة، الذي سيجمع الجارين الأهلي والاتحاد، بعد غدٍ السبت، ضمن منافسات الجولة 26 من دوري روشن.

ويتصدر الاتحاد جدول ترتيب المسابقة، برصيد 61 نقطة، فيما يأتي الأهلي بالمركز الخامس، بعدما جمع 48 نقطة على مدار 25 جولة.

صفيح ساخن

تمثل مباريات الديربي أهمية كبرى لدى الفريقين من الناحية الجماهيرية والتاريخية، نظرا لرغبة كل طرف في إثبات أفضليته على الآخر.

ويتطلع الفريق الأهلاوي لرد اعتباره أمام الاتحاد، بعدما تعرض للخسارة في مباراة الدور الأول، بهدف دون رد، لذا فإنه يسعى لحسم الديربي المرتقب.

وبعيدا عن الصراع التاريخي بين الطرفين، فإن المباراة أصبحت تحظى بمتابعة كبرى حول العالم، بعد الطفرة التي أحدثها صندوق الاستثمار السعودي، بضم العديد من نجوم الكرة الأوروبية لصفوف الفريقين.

وما يزيد من قوة الديربي هو مشاركة الفرنسي كريم بنزيما، قائد الاتحاد في المباراة، بعد غيابه عن مواجهة الدور الأول، بسبب الإصابة، مما يهدد "الراقي".

انفجار ألماني



انفجر مستوى الأهلي بداية من العام الجاري 2025، بسبب القدرات الفنية والتكتيكية الرائعة التي يتحلى بها المدرب الألماني ماتياس يايسله.

ورغم الشكوى الدائمة من قلة الدعم، إلا أن يايسله استطاع تطوير مستوى بعض اللاعبين، وتغيير مراكز عدة عناصر أخرى، حتى أصبح منافسا شرسا.

فعلى سبيل المثال، تطور مستوى الثنائي الهجومي المتمثل في الجزائري رياض محرز والإنجليزي إيفان توني، بجانب لاعب الوسط المدافع زياد الجهني والظهير الأيمن علي مجرشي، بالإضافة لانسجام البرازيلي ويندرسون جالينو مع المجموعة.

وتمكن "الراقي" من تحقيق نتائج جيدة على مستوى دوري روشن، منها الفوز على الشباب (3-2) والقادسية (4-1) والهلال (3-2)، بالإضافة للتفوق الآسيوي الواضح.

المدرب الألماني الشاب قاد الأهلي نحو الوصول لربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة عن جدارة واستحقاق، بتصدر ترتيب مجموعة الغرب، بالتساوي مع الهلال، ولكنه تأخر بفارق الأهداف فقط.

فضلا عن الفوز على الريان القطري، ذهابا وإيابا في الدور ثمن النهائي، بنتيجة (3-1) و(2-0)، ليصبح الفريق السعودي الوحيد الذي لم يتعرض لأي هزيمة في النسخة الحالية من البطولة.

وجاء تألق الفريق بعد الدعم الجماهيري الذي تلقاه يايسله خلال الفترة الماضية، في أعقاب سلسلة من الانتقادات، ورغبة الإدارة في التخلص منه.

مفترق طرق

من المؤكد أن الانفجار الذي أحدثه يايسله في صفوف الأهلي، سيضع الاتحاد أمام مفترق طرق خلال الفترة المقبلة، حيث إن الانتصار سيمنحه دفعة معنوية كبرى في الاستمرار بالمنافسة حتى الرمق الأخير.

وتتمثل الدفعة في الثقة التي سيحصل عليها المدرب الفرنسي لوران بلان، ونجومه في الفترة المقبلة، بعد الانتقادات التي طالت أسلوب وطريقة لعب "العميد" في بعض المباريات.

فضلا عن توسيع أو الحفاظ على الفارق النقطي مع الهلال، بالاعتماد على نتيجة مباراة "الزعيم" ضد النصر في ديربي الرياض، غدا الجمعة، وذلك قبل 8 جولات من النهاية.

أما الخسارة أمام الأهلي، فيمكنها أن تبعد الاتحاد عن اللقب بنسبة كبيرة، بسبب التراجع النقطي والمعنوي، حيث سيصل الفارق إلى نقطة واحدة فقط، حال انتصار "الزعيم"، هذا بالإضافة لانتقادات الجماهير التي ستواجه بلان ورجاله، ما سيضع الفريق تحت الضغط النفسي، في الوقت الذي يجيد فيه "الأزرق" اللعب في مثل هذه الأجواء.

ويتميز الهلال على الاتحاد في هذا الجانب، المتمثل في اللعب تحت الضغط، وآخرها المنافسة الشرسة التي جمعتهما خلال نسخة 2021-2022، حيث انتهت بتتويج "الزعيم" باللقب بفارق نقطتين عن "العميد".

وجاء ذلك، رغم تفوق الاتحاد على المستوى النقطي أغلب فترات الموسم، ولكن الهلال، تمكن من الضغط وتحقيق اللقب بنهاية المطاف.

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي