غير أن أحلام جماهير الاتحاد تصطدم بواقع مرير حدث قبل 3 سنوات، عندما كان الفريق على بعد أمتار قليلة من التتويج بلقبه الأول في دوري روشن بعد غياب استمر 13 عامًا.
واستيقظت جماهير الاتحاد، على كابوس مروع، بعدما فقدت الصدارة واللقب في الجولات الأخيرة، لصالح الهلال الذي حصد لقبه الثالث على التوالي.
أكبر فارق
يوم 11 فبراير/شباط 2022، وصلت أحلام جماهير الاتحاد، عنان السماء، بعدما حقق الفريق، فوزًا عريضًا على النصر بنتيجة 3-0، في الجولة 20 من دوري روشن.
وبهذا الانتصار، رفع الاتحاد رصيده إلى 47 نقطة، بفارق 16 نقطة عن الهلال، غير أن "الزعيم" كان يمتلك مباراتين مؤجلتين ضد الفيحاء والاتفاق، بالإضافة إلى أخرى ضد "العميد" نفسه.
وفي اليوم التالي، خسر الهلال من الأهلي المصري 0-4 في مباراة تحديد المركز الثالث بمونديال الأندية، ليرحل المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم بعد يومين من المباراة، ويتولى الأرجنتيني رامون دياز، القيادة بدلًا منه.
وبدا أن الأمور لا تبشر بخير في الهلال، فدياز سيكون عليه خوض ديربي ضد الشباب بعد 3 أيام من تعيينه، فيما كان الاتحاد على موعد مع التعاون الذي كان ينافس للنجاة من الهبوط.
نقطة التحول
لكن العكس هو الذي حدث، فقد فاز الهلال بخماسية على الشباب، وسقط الاتحاد في فخ التعادل مع التعاون، ليتقلص الفارق إلى 14 نقطة.
وفي الجولتين التاليتين، فاز الفريقان، الهلال هزم الحزم 2-0، وحسم ديربي الرياض على النصر 4-0، فيما حسم الاتحاد، ديربي جدة على الأهلي 4-3، وهزم ضمك 2-1.
ويوم 8 مارس/آذار، كان أول نقطة تحول حقيقية، حيث استضاف الهلال نظيره الاتحاد، في مباراة مؤجلة من الجولة 12، وفاز عليه 2-1، ليتقلص الفارق إلى 11 نقطة.
وواصل الهلال تألقه في الجولتين التاليتين، ففاز على الرائد 1-0، وعلى الأهلي 4-2، وهو نفس ما فعله الاتحاد ففاز على الشباب 2-0، وعلى الحزم 3-0.
فرصة ضائعة
يوم 3 مايو/آيار، أضاع الهلال، فرصة تقليص الفارق إلى 8 نقاط، بعدما تعرض لهزيمة مفاجئة أمام الفيحاء بهدف نظيف، في المباراة المؤجلة من الجولة 19.
وامتلك الاتحاد، فرصة توسيع الفارق إلى 14 نقطة، عندما واجه الفتح بعد 3 أيام، ولكن بسيناريو غريب سقط في فخ التعادل 4-4، ليصبح الفارق 12 نقطة.
وفي اليوم التالي، قلص الهلال، الفارق مع الاتحاد إلى 9 نقاط، عقب فوزه على ضمك 4-2، قبل أن يصبح 6 نقاط، بعد الفوز على الاتفاق 2-0 في المباراة المؤجلة من الجولة 20.
الضربة القاضية
في 23 مايو/آيار، كانت جماهير الاتحاد تستعد ليوم تاريخي، حيث يستضيف فريقها الذي يتصدر جدول الترتيب برصيد 61 نقطة، وصيفه الهلال صاحب 55 نقطة، في الجولة 27.
فوز الاتحاد بفارق هدفين، كان سيعني اتساع الفارق بينه وبين الهلال إلى 9 نقاط، مع تبقي 3 جولات على نهاية المسابقة، وتفوقه في المواجهات المباشرة، ليحصد اللقب رسميًا.
وفي ذلك الوقت، تداولت بعض مواقع التواصل، صورًا تُظهر حافلة أعدتها إدارة الاتحاد للاحتفال بلقب الدوري في شوارع جدة عقب حسمه أمام الهلال.
لكن ما حدث هو العكس، فبعدما تقدم الاتحاد بهدف رومارينيو، قلب الهلال، الطاولة وسجل 3 أهداف، ليتقلص الفارق بينه وبين "العميد" إلى 3 نقاط.
سقوط حر
الهزيمة أبقت الاتحاد على الصدارة، لكنها زلزلت الفريق الذي بدا متأثرًا للغاية، فتعرض لهزيمة مفاجئة في الجولة التالية على أيدي الطائي بهدف نظيف.
وفي نفس اليوم، 29 مايو/آيار، فاز الهلال على أبها 2-0، ليتساوى مع الاتحاد في رصيد النقاط، ويبقى متفوقًا في المواجهات المباشرة، بعدما فاز عليه 2-1 و3-1.
ورغم فوز الاتحاد على الاتفاق في الجولة 29 وقبل الأخيرة 3-1، لكن الهلال فاز أيضًا على الفتح بثلاثية نظيفة، ليحافظ على صدارته حتى الجولة الأخيرة.
نهاية الحلم
دخل الاتحاد الجولة الأخيرة ولديه أمل وحيد، وهو الفوز على الباطن، وتعثر الهلال أمام الفيصلي، وكلا الخصمين ينافس للنجاة من الهبوط.
لكن الاتحاد لم ينجح حتى في الفوز على الباطن، فتعادل معه سلبيًا، فيما فاز الهلال على الفيصلي 2-1، ليرفع رصيده إلى 67 نقطة، مقابل 65 للنمور.
وحصد الهلال، لقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي، وأضافه للقب دوري أبطال آسيا، الذي حصده في نوفمبر/تشرين ثان 2021.
في المقابل، ظل اتحاد جدة، بعيدًا عن الدوري السعودي للموسم 13 على التوالي، ورحل مدربه الروماني كوزمين كونترا، ليتحول الموسم التاريخي إلى كابوس لا يُنسى.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي