تعود غدا السبت سخونة ديربي مدريد بين الريال وأتلتيكو، حيث بات الأخير منافسا صعب المراس فهو يزاحم الملكي على صدارة الليجا، واسترداد قمة الجدول التي كان الروخيبلانكو يجلس عليها قبل أسابيع مضت.
وتحيط بلقاء الفريقين أجواء مباراة حامية أخرى تدور رحاها خارج ملعب سانتياجو برنابيو الذي يستضيف المواجهة بين المتصدر الملكي ووصيفه الكولشونيرو، بسبب بيان صدر عن الريال قبل أيام تنديدا بأداء الحكام خاصة ذلك الذي أدار مباراة الريال وإسبانيول الأسبوع الماضي وانتهت بسقوط الميرينجي 1-0، ولم يفوّت قطب مدريد الآخر فرصة السخرية من جاره الجريح.

وصبّ الريال قدرا هائلا من الضغط على أي حكم سيدير مباراة في الدوري الإسباني من الآن فصاعدا، لكن الأنظار ستكون بالطبع على سيزار سوتو جرادو الذي أوكلت إليه مهمة عسيرة؛ إدارة الدربي، لا سيما من ناحية مسؤولي النادي الملكي الذي خرج عن صمته بعد شعوره بالأذى من هزيمة تفتح مجددا باب المنافسة على اللقب الذي يدافع عنه باستماتة رغم كل شيء.

بالتالي، يحل الدربي في أبهى شكل ممكن ليسرد فصلا جديدا من المعركة الأبدية بين كارلو أنشيلوتي ودييجو سيميوني، المعركة التي يخرج الاثنان منها عادة منهكين القوى حتى الفائز بينهما.

لكن االجزء المثير في موقعة الغد أنها تجمع بين الفريق الأكثر تهديفا داخل ملعبه بـ28 في 10 جولات من الليجا؛ ريال مدريد، والفريق الأقل استقبالا للأهداف خارج ملعبه بسبعة أهداف في 10 زيارات خارجية؛ اتلتيكو مدريد.

ويعتبر "كارليتو" مقبل على اختبار معقد نظرا لأنه لم يحقق الفوز على أي فريق كبير منذ نهائي دوري الأبطال- المسابقة الأثيرة إلى نفس الميرينجي- حين توج باللقب للمرة الـ15 في تاريخه على حساب بروسيا دورتموند.


ومنذ ذلك الحين تعادل الريال مع أتلتيكو في ملعب متروبوليتانو خلال دربي الدور الأول من الليجا. وخسر الكلاسيكو مرتين لصالح برشلونة. وسقط أمام ليفربول في التشامبيونزليج هذا الموسم في دور المجموعة بملعب الأخير أنفيلد، وهي الأجواء التي يتعين على أنشيلوتي تغييرها إذا كان يريد حصد ألقاب هذا الموسم.

وعلاوة على المتاعب المعهودة من مواجهة أتلتيكو تحت إمرة سيميوني، يعاني الريال من الإصابات التي ضربت خط دفاعه لتضع أنشيلوتي في مأزق، فلا وجود للاعب قادر على المشاركة باستثناء في مركز الظهير الأيسر. وبدون داني كارباخال ولا أي من قلوب الدفاع.

وسيضطر المدرب الإيطالي لتعديل مركز أوريليان تشواميني ووضع كل الرهانات على الناشئ راؤول أسينسيو الذي لم يكن مع الفريق الأول في بداية الموسم.

وجاءت عودة لوكاس فاسكيز في التوقيت المثالي لتحرر فيدي فالفيردي من الدفع به في مركز الظهير الأيمن، وفي الناحية اليسرى، سيتعين على الإيطالي المخضرم أن يختار بين فران جارسيا وفيرلان ميندي، رغم أن الفرنسي أقرب للعب خاصة وأنه لعب في كأس الملك ويلتزم بتأدية المهام الدفاعية.

لم يكن الميرينجي موفقا خلال مواجهات الكلاسيكو. بدا واضحا غياب التوازن عن الفريق الذي يمكن بسهولة اختراق صفوفه بسبب عدم ارتداد لاعبي الهجوم لتقديم الواجبات الدفاعية، ورغم عدم تقصير هؤلاء اللاعبين في تسجيل الأهداف لكن هذا الجهد يذهب هباء مع تدهور حالة الدفاع بدءا من الضغط غير الصحيح وغياب التغطية.

لا يفكر أنشيلوتي رغم كل ذلك في تغيير الخطة لحماية مرمى فريقه. على الأرجح سيسند مزيدا من المهمات الدفاعية لفينيسيوس ورودريجو ومبابي الذي تعلق عليه آمال عريضة في هذا الدربي.

على الجانب الآخر، تؤرٌق ذهن سيميوني فكرة أنه لم يستطع تحقيق الفوز على غريمه اللدود طوال ثمانية أعوام و10 مباريات دربي في ملعب سانتياجو برنابيو أو ألفريدو دي ستيفانو. منذ 27 فبراير/شباط 2016 حينما حقق الروخيبلانكوس الفوز 1-0 عبر أنطوان جريزمان. وقت طويل مر ببطء شديد على أتلتيكو ومدربه الأرجنتيني. لكن لا بديل عن كسر هذه الدائرة اللانهائية إذا كان سيميوني ولاعبوه يريدون حقا صدارة الليجا.

وتعد هذه الفرصة ذهبية بالنسبة للأتلتي. فمنذ فوزه للمرة الأخيرة بالليجا موسم 2020-2021، لم يصل لقمة مستواه مثلما فعل خلال الدور الأول من الموسم الجاري، كما أنه ينافس على أكثر من بطولة؛ بوجود فارق نقطة وحيدة مع الريال، ووصوله لنصف نهائي كأس الملك، وتأهله لثمن نهائي دوري الأبطال.

إلا أنه وبرغم الأرقام التي تقول بوضوح إن أتلتيكو مدريد حقق 19 فوزا في آخر 21 مباراة له بجميع البطولات، ووصوله لأفضل نسخة منه منذ 27 أكتوبر/تشرين أول الماضي حين سقط بشكل مفاجئ أمام ريال بيتيس، وحتى الأداء والروح القتالية وكرة القدم الممتعة والشراسة الهجومية وحتى صلابته الدفاعية التي تؤهله للمنافسة على كل شيء. يظل ملعب سانتياجو برنابيو تحديا لا يستهان به على الإطلاق. المواجهة ليست حاسمة بالتأكيد، لكنها معبرة.

التشكيل المتوقع للفريقين:

الريال: كورتوا، لوكاس فاسكيز، تشواميني، أسينسيو، ميندي، فيدي فالفيردي، سيبايوس، بيلينجهام، رودريجو، فينيسيوس ومبابي.

أتلتيكو: أوبلاك، يورينتي، خيمينيز، لونجليه، جالان، جوليانو، دي بول، كوكي أو باريوس، لينو أو جالاجر، جريزمان وخوليان ألفاريز.