فوزان و5 أهداف وشباك نظيفة، هذه محصلة أول نافذة دولية للألماني توماس توخيل، كمدرب للمنتخب الإنجليزي، بعد تخطي ألبانيا ولاتفيا في "ويمبلي"، ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

Video Player is loading.
تسلم توخيل تدريب المنتخب الإنجليزي خلفا لجاريث ساوثجيت، الذي بدا شديد التحفظ بالنظر إلى الكم الهائل من اللاعبين الموهوبين في كرة القدم الإنجليزية.
وبالرغم من رغبته تقديم كرة أكثر جرأة، يبقى إنجاز المهمة هو الأمر الأهم بالنسبة لمدرب بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان وتشيلسي وبايرن ميونخ السابق.
طريقة مختلفة
عند النظر إلى تشكيلة المنتخب الإنجليزي في المباراتين الأخيرتين، تجد أن توخيل يعتمد في الأساس على خطة اللعب 4-2-3-1، لكن هذه الخطة تتغير تلقائيا بمجرد الاستحواذ على الكرة.
استدعى توخيل ظهير آرسنال الواعد مايلز لويس سكيلي، واعتمد عليه في الناحية اليسرى من الخط الخلفي، لكن اللاعب ينتقل إلى وسط الملعب عند امتلاك فريقه الكرة، من أجل تشكيل الزخم في هذه المنطقة، ومنح جود بيلينجهام حرية التقدم للأمام وممارسة هوايته في تسجيل الأهداف وصناعتها.
في المباراة الأولى أمام ألبانيا، اعتمد توخيل على كايل ووكر في الناحية اليمنى، قبل أن يلجأ إلى لاعبيه السابق ريس جيمس في المباراة الثانية أمام لاتفيا، ما ساعده على التحول إلى طريقة اللعب 3-2-4-1 بطريقة أكثر سلاسة.
ويبقى معرفة ما إذا كان لاعب ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد سيجد مكانا في أفكار توخيل، مع غيابه عن النافذة الحالية للإصابة، خصوصا وأنه يجيد الانتقال إلى وسط الملعب، عكس ووكر الذي يفضل اللعب في خط دفاع ثلاثي.

البناء حول بيلينجهام
من الواضح أن توخيل معجب بقدرات بيلينجهام نجم ريال مدريد، ويرى فيه ذلك اللاعب الذي يمكن بناء الفريق حوله، مع تنوع قدراته هجوما ودفاعا في وسط الملعب.
لكن توخيل أدرك في الوقت ذاته، أن عليه كبح جماح بيلينجهام والحد من اندفاعه الزائد، الذي يتسبب في دخوله مشاحنات مع الخصوم أو الحكام، ما يؤدي لحصوله على البطاقات الصفراء.
نضيف إلى ذلك، أن بيلينجهام ليس اللاعب الوحيد الذي يمكنه دعم الرباعي الأمامي، لأن ديكلان رايس حصل على ثقة توخيل لأداء دور أكثر هجومي، خصوصا عند إدراك لاعب آرسنال للمساندة التي يحظى بها من زميله في النادي اللندني لويس سكيلي.
أجنحة تفتقر للخطورة
أبرز المعضلات التي شكلت صداعا في رأس توخيل، هو عدم تمتع الجناحين بالفاعلية المطلوبة، أو حصولهما على المساحات التي تمكنهما من تهديد مرمى المنافسين.
في المباراة الأولى، اعتمد المدرب الألماني على فيل فودين في الناحية اليمنى، وماركس راشفورد في الناحية اليسرى، قبل أن يستبدلهما في الشوط الثاني.
ومع تعرض البديل أنطوني جوردون للإصابة، عاد توخيل للاستعانة براشفورد أمام لاتفيا، فقدم لاعب أستون فيلا أداء أكثر حيوية، بيد أن الجناح الأيمن بقي غائبا مع عدم قدرة جارود بووين على إثبات نفسه في الدقائق التي حصل عليها.
من المؤكد أن عودة بوكايو ساكا من الإصابة ستحل مشكلة الجناح الأيمن، لكن الجناح الأيسر سيبقى حائرا بين عدة لاعبين، أبرزهم إيبريتشي إيزي الذي قدم أوراق اعتماده عبر الهدف الثالث في شباك لاتفيا.
كما سيأمل توخيل أن يستعيد نجم مانشستر سيتي جاك جريليش أفضل مستوياته ليعود إلى تشكيلة الفريق مستقبلا، خصوصا وأنه يجيد التعامل مع المساحات الصغيرة.

مركز اللاعب رقم 10
كول بالمر غاب عن النافذة الحالية، ما منح الفرصة أمام مورجان روجرز لإثبات نفسه في مركز اللاعب رقم 10 بين الجناحين وخلف المهاجم الصريح هاري كين، فكان لاعب أستون فيلا على الموعد من خلال أداء جيد، ربما لن يكون كافيا مستقبلا.
كما أن توخيل قد بلجأ إلى فودين في هذا المركز، خصوصا وأن اللاعب الإنجليزي يفضل التواجد في هذا الموقع، لكن يبقى على نجم مانشستر سيتي أن يستعيد ذاكرة التألق، ويعود للمستوى الذي جعل منه أفضل لاعب في مانشستر سيتي قبل عامين.
بشكل عام، وضع توخيل ثقته في بيلينجهام وجيمس ولويس سكيلي، إضافة إلى المدافع أزري كونسا الذي تألق أمام لاتفيا، بيد أن عودة الكثير من اللاعبين المصابين في نافذة شهر يونيو/حزيران المقبل، ستعطينا فكرة أوضح عما يدور في ذهن المدرب الألماني.